الأربعاء، 23 ديسمبر 2020

القيادة القومية اعلى هيئة قيادية في الحزب .. بقلم د ـ فالح حسن شمخي


القيادة القومية اعلى هيئة قيادية في الحزب

د ـ فالح حسن شمخي

 بعد دخول القوات الغازية بغداد وازاحة نصب وقبر القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق وحرق مبنى القيادة القومية وخروج العملاء علينا بقانون اجتثاث البعث الخالد ،انبرى الانتهازيون يزورون تأريخ الحزب وقادته معتمدين في ذلك على عدد من الذين خانوا قسم العضوية  من امثال الفكيكي وعلي كريم سعيد وغيرهم معتقدين ان باستطاعتهم حجب الشمس فهم لايعرفون ان تأريخ الحزب محفور بذاكرة الجماهير العربية من المحيط الى الخليج وهم لايعرفون ان تأريخ الحزب هو مراءة للحاضر والمستقبل فالحزب الذي يناضل من اجل احياء التراث العربي والتفاعل الحي معه بامكانه ان يحافظ على تراثه وان ماتعرض له الحزب في ردة 18 تشرين 1963  في العراق هو من الدروس التي علينا العودة اليها في بناء انفسنا من جديد.

محاولة اغتيال قاسم

نفذت سلطات قاسم حكم بالاعدام بكل من العقيد عبد الله ناجي ، النقيب  قاسم العزاوي ، الملازم احمد عاشور ، الملازم فاضل ناصر ، المقدم علي توفيق ، المقدم يوسف كشمولة ، النقيب هاني الدبوني ، النقيب محمد سعيد قاسم ، النقيب صديق علي ، الملازم حازم خطاب ، المقدم اسماعيل هرمز ، الرائد مجيد الجلبي ، فاضل الشكرة ، نافع داوود ، محمد امين ، سالم حسين ، مظفر صالح ، محسن اسماعيل ، العميد الركن ناظم الطبقجلي ، العقيد احتياط رفعت الحاج سري ، الرائد داود سيد خليل وعزيز شهاب وكان تنفيذ الحكم في ناظم ورفعت وداوود وعزيز في أم الطبول قد تم بقرار لم ينل اجماع القضاة.

عقدت  القيادة القطرية للحزب في العراق اجتماعا و اتخذت قرارا باغتيال عبد الكريم قاسم بعد اعدام رفعت الحاج سري وناظم الطبقجلي ، حضر كل من فؤاد الركابي وخالد علي الصالح وذلك بسبب سفركل من صالح شعبان و سعدون حمادي الى سوريا  وسجن كل من علي صالح السعدي وحازم جواد وغياب شمس الدين كاظم.

استشهد في هذه العملية عبد الوهاب الغريري وجرح كل من صدام حسين و سمير النجم ويقول الدكتور تحسين معله " وجدت في الوكر الحزبي كل من  سمير النجم الذي كان  يعاني من اصابة في كتفه واستقرار رصاصة في الرئة ووجدت صدام حسين مصاب بطلقة في رجله وقد اخرجها بموس حلاقة " ويقول ذهبت الى الدكتور عزت مصطفى وحصلت منه على مضاد حيوي للجرحى.

احيل 57 متهما الى محكمة المهداوي التي انعقدت 26/12/1959، حوكم منهم 21 متهم غيابيا وصدرت بحقهم احكام الاعدام في 31 اذار 1959 ومنهم صدام حسين وطه ياسين وحاتم حمدان العزاوي.

ان الجرأة  التي اظهرها شباب البعث داخل المحكمة اوضحت تمسكهم بعقيدتهم الحزبية السياسية ، واظهرتهم امام الرأي العام العراقي بمظهر الشبان الشجعان المخلصين لآفكارهم وشعاراتهم حول الوحدة العربية واستعادة امجاد ومكانة الدولة العربية الاسلامية، حول الشباب المحكمة الى نزال استطاع من خلالها البعثيون ولأول مرة ان يعلنوا على الملأ ارائهم ، فلم يظهروا كطلاب سلطة بل اصحاب موقف ومبادىء  وهذا الموقف كرره المجاهد صدام حسن في المحكمة الاخيرة التي اعدها الامريكان .

ان الشباب الذين حكمت المحكمة عليهم غيابيا خرجوا من العراق باتجاه سوريا ومنهم صدام حسين ، فيصل حبيب الخيزران ، شفيق الكمالي ، وغيرهم

انجر فؤاد الركابي الحزب الى محاولة اغتيال قاسم كان متناغم مع ارادة المخابرات المصرية  ، الامر الذي جعل حزب البعث العربي الاشتراكي يتخذ بعد فترة من المناقشات موقفا واصدار بيانا يحرم فيه الاغتيال السياسي ويؤكد سعيه لتحقيق أهدافه بالنشاط بين الجماهيروبهذا رفضت خطوة الركابي مبدئيا وبغض النظر عن مضمونها، وهذا لايعني خطاء الشباب الذي نفذوا  العملية بل على العكس فالعملية اكدت شجاعة الشباب في تنفيذ قرار القيادة وعلى مبدأ نفذ ثم ناقش.     

اصدر الحزب بيانا سياسيا في 13كانون الثاني 1960 اوضح فيه الظروف السيئة التي دفعت الشباب الوطني لهذه العملية  ، وموقف الحزب من اسلوب الاغتيال السياسي ، واكد ان مسؤولية ماوقع يتحملها الحكم الديكتاتوري المنحرف الذي اصبح لايطاق من قبل الشعب."ان حزب البعث العربي الاشتراكي ، في الوقت الذي يحيي فيه بطولة الماثلين الان امام محكمة المهداوي ويحيي المناضلين الابرياء في المحكمة وفي سجون ومعتقلات قاسم ، يؤكد ان قاسم وحده بجرائمه وتقتيله وتخريبه هو المسؤول عن محاولة الاغتيال".

ان العلاقة المشبوهة التي ربطت البعض من اعضاء الحزب مع المخابرات المصرية جعلت الحزب يتخذ قرار بفصلهم ،لم يبدأ الفصل بالركابي بل سبقه الى ذلك الريماوي ، ففي المؤتمر القومي الثالث فصل عبد الله الريماوي على خلفية علاقته المشبوهه مع عبد الناصر والمخابرات المصرية على حساب الحزب وخلال المؤتمر القومي الرابع الذي انعقد عام 1960 وبحضور متميز لوفود من الاقطار العربية ومن المنظمات الحزبية الوافدة، وجاء من العراق علي صالح السعدي ، حبيب الخيزان ، سعدون حمادي ، حازم جواد وغيرهم . وكان المؤتمر على درجة كبيرة من التنظيم فصل فؤاد الركابي على نفس الخلفية التي فصل عليها الريماوي ولاسباب اخرى. 

اجتمعت القيادة القومية في 15/6/1961 واستنادا الى الوقائع التالية:

1 ـ قرر المؤتمر القطري في العراق بعد دراسة واسعة ومعمقة للعمل الحزبي والتنظيمي

والشعبي والسياسي ادانة العضو فؤاد الركابي لارتكابه الاعمال التالية:

ا ـ اتباعه سلوكا شخصيا يخالف مبدئية الحزب ، وخرق مبادىء التنظيم.

ب ـ تصرفاته المعيبة في مالية الحزب.

ج ـ انحرافه عن اسلوب العمل الحزبي واتباعه اسلوبا انتهازيا يقوم على تجميد النضال الشعبي بقيادة الحزب والاستعاضة عنه باسلوب المغامرات والمناورات الشخصية.

د ـ العمل على التشكيك بمهمة الحزب التأريخية لتحقيق الثورة العربية الاشتراكية وبناء المجتمع العربي التقدمي.

ه ـ العمل ضد وحدة الحزب القومية بالتآمر مع الفئة الانتهازية التي طردها الحزب من صفوفه، والعمل على تخريب سياسة الحزب واستراتيجية الخاصة والتي تعبر وحدها عن مصلحة جماهير الشعب العربي وضمها في خدمة اغراض الفئات الاخرى.

و ـ تخليه عن الرفاق الذين حكموا بمحاولة الاغتيال وعدم ايوائهم في الدار الحزبية التي كان يسكنها بعد انكشاف الدار المختبئين فيها مما ادى الى سقوطهم بايدي الجلادين.

2 ـ قررت قيادة قطر العراق تبني هذه الادانة ورفعت للقيادة القومية تقريرا يتضمن الاسباب الثبوتية لهذه الادانة وطلبت منها اجراء التحقيق حسب ما يقتضيه النظام الداخلي مع العضو المذكور حول هذه الاتهامات.

3 ـ اتخذ المؤتمر القومي الرابع قرار شجب فيه الاسلوب الذي انزلقت اليه بعض القيادات الحزبية والذي يقوم على تجميد دور الشعب والحزب ، في العمل والنضال للقضاء على الاوضاع الرجعية القائمة في الوطن العربي وادان موقف هذه القيادات التي انساقت الى تبني وتهيئة الانقلابات العسكرية والاغتيالات السياسية بمعزل عن العمل الشعبي وكبديل عنه.

4 ـ قررت القيادة القومية بتاريخ 12/10/1960 اجراء التحقيق مع العضو المذكور حول الاتهامات الموجهة اليه والمبلغة له بالكتاب الصادر عن القيادة القومية بتاريخ 14/10/1960 والمتضمن لائحة الاتهام.


5 ـ حرصت القيادة القومية على اتاحة الفرصة للعضو المذكور باعداد اجابته على الاتهامات كما حرصت على توفير اقصى ما تستطيعه من الثقة للعضو المذكور املا في مساعدته لا يقاظ الحس بالمسؤولية لديه بالرغم من وصول معلومات تؤكد  انه لجأ الى الافتراء والدس على الحزب وعقيدته وعلى قياداته وتنظيمه والى التآمر مع الجهات المشبوهة والحاقدة في محاولة يائسة لتغطية اخطائه وخيانته بدلا من مواجهة الحقائق امام حزبه وبوعي ومسؤولية.

 

 6 ـ تأكد للقيادة القومية استنادا للتقارير المرفوعة من المنظمات الحزبية ومن الرفاق ان العضو فؤاد الركابي قد خان حزبه بعد مغادرته العراق والتآمر عليه مع فئة الريماوي الانتهازية التي طردها الحزب عام 1959، وبالتعاون مع حركات اخرى انتهازية يمينية مشبوهة تحقد على الحزب وتعيش لمعاداته والكيد له.

لذا قررت القيادة القومية فصل العضو المذكور استنادا الى الفقرات أ،ب،ج،د، من  المادة ،ه، من باب العقوبات الحزبية في النظام الداخلي وتعميم ذلك على كافة منظمات الحزب ....قرار قابل للاستئناف امام المحكمة القومية.

 

نشر البلاغ في صحف بيروت يومي 22 و 23/6/1961 وفي ليلة 23/6/1961 وصل فؤاد الركابي من القاهرة بحماية  المخابرات المصرية الى بيروت.

وفي اليوم التالي دعا مكتب المعلومات التابع لسفارة الجمهورية العربية المتحدة الى مؤتمر صحفي عقد في فندق الريفييرا ـ احد فنادق بيروت حيث انزل فؤاد الركابي  ليعلن انفصال قطر العراق من القيادة القومية  للحزب بصفته الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي كما يقول.

المؤتمر القومي السادس

انعقد في الفترة 5ـ19ـ1963 و 23ـ10ـ1963

كان المؤتمر القومي السادس  من المؤتمرات القومية المتميزة في تأريخ حزب البعث العربي الاشتراكي بسبب دراسته النظرية المستفيظة للمنطلقات النظرية للحزب في الوحدة والحرية والاشتراكية، حضر المؤتمر من العراق كل من علي صالح السعدي ، محسن الشيخ ،حمدي عبد المجيد ، والذي يهمنا ذكره هنا هو رايه بتجربة الحرس القومي ، فتجربة الحرس القومي هي القاعدة التي تأسست على ضوئها تجربة الجيش الشعبي في العراق فيما بعد والذي كان له دو ر في الحرب العراقية الايرانية وتجربة فدائي صدام الذين يلعبون اليوم دورا اساسيا في مقاومة مغول العصر وتابعيهم.

تشكلت القيادة العامة لقوات الحرس القومي من العقيد الركن المظلي عبد الكريم مصطفى نصرت رئيسا وبعد استقالته حل محله المقدم الطيار مندر الوانداوي اما اعضاء القيادة العامة فهم: نجاد الصافي ، ابو طالب عبد المطلب الهاشمي ، احمد العزاوي ، صباح المدني ، حازم سعيد ، عطا محي الدين، اما مكتب التحقيق فتكون من صدام حسين ، عمار علوش ، ناظم كزار ، عبد الكريم الشيخلي .

"الحرس القومي ومهامه الثورية"

درس المؤتمر القومي السادس تجربة الحرس القومي واعتبر هده التجربة ، وبالرغم من نواقصها وبعض الاخطاء التي رافقتها حصنا  لحماية الثورة يجب تطويرها وتوسيعها بحيث تصبح قادرة على تأدية مهام ثورية في ميدان البناء الاشتراكي وفي نوعية الجماهير العربية الشعبية. كما أكد المؤتمر على ضرورة الوقوف بحزم تجاه اي خطأ يقع فيه بعض افراد الحرس القومي.

ان الصاق نكسة 18 تشرين 1963 كما يروج البعض ،بالحرس القومي وجهاز حزب البعث ليس منصفا فالمسؤولية تتحملها السلطة التي لم تفكر ببرنامج واضح فيما يتعلق بالتخطيط الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، فالسلطة لم تنجح سوى بتغيير بعض الموظفين القاسميين وبعض الهياكل الادارية وتغيير بنية الجيش

 واكد المؤتمر ان عبد الناصر قد فرض على الحزب صراعا لامبرر له سوى طبيعة الحكم الفردي الديكتاتوري الذي يمارسه بنفسه، ولفت المؤتمر الانتباه في قراراته الى أن الظروف الراهنة للنضال العربي تستوجب وقف الصراع وايجاد نقاط التقاء وتفاهم بين الحركات التحررية العربية على صعيد الوطن العربي كله.

واكد ايضا على ان القيادة القومية هي اعلى هيئة قيادية في الحزب، فأن سياسة الدولة تجاه الاقطار يجب ان تقرها القيادة القومية بعد الاخذ بعين الاعتبار رأي قيادة الاقطار.

الدعوة الى مؤتمر قومي استثنائي

نتيجة للخلافات داخل الحزب في العراق دعت القيادة القومية الى عقد مؤتمر قومي استثنائي، حددت له يوم 17ـ5ـ1963 ودعت اليه مختلف المنظمات الحزبية ، وحددت مدينة بغداد مقرا للمؤتمر .

غير ان القيادة القومية فوجئت قبل انعقاد المؤتمر بيوميين "15ـ5ـ1963" بحضور مندوب من العراق يطلب تأجيل المؤتمر لوقت لاحق ، ولم يكن امام القيادة القومية مجال للاختيار او المفاضلة ذلك انه لايجوز عقد مؤتمر قومي في غياب التنظيم الحزبي في العراق ، أخذت القيادة القطرية في العراق تطلب التأجيل بشكل متتال.

مؤتمر 11 تشرين القطري في العراق

بتاريخ 11 تشرين الثاني 1963 اي أثناء انعقاد الؤتمر القطري العراقي ، لاجراء انتخابات تكميلية دخلت مجموعة من الضباط العسكريين وفرضت نفسها بالقوة طالبة الاعتراف بعضويتها في المؤتمر ، وصوت المؤتمر لقائمة فرضها الضباط سميت بالقيادة القطرية.

اخترق 17 ضابطا قاعة المؤتمر بعد عشرة دقائق من التئامة، ورددوا شعار الحزب "امة عربية واحدة   ذات رسالة خالدة" وقالوا: نحن اعضاء المؤتمر ونرفض ان يكون الفكيكي رئيسا له، ونتيجة للفوضى اتي حدثت تم التوافق على انتخاب احمد حسن البكر أمينا للسر ورئيسا للوزراء اما اعضاء القيادة فهم حازم جواد ، طالب شبيب ، طارق عزيز ، صالح مهدي عماش ، منذر الونداوي ، واخرين غيرهم.

يقول تحسين معلة ان صالح مهدي عماش اخبره قبل 11/11/1963 بأن حازم جواد وعبد الستار عبد الطيف يحرضون الضباط على ضرورة اختراق المؤتمر وفرض انفسهم عليه . 

توجهت القيادة القومية الى العراق يوم 13 تشرين الثاني الى العراق وعقدت عدة اجتماعات ، واصدرت بيان واتخذت المقرارات التاليه:

1 ـ اعتبار القيادة القطرية المنعقد في بغداد بتاريخ 11ـ11ـ1963 مؤتمرا غير شرعي وحل القيادة المنبثقة عنه.

2 ـ حل القيادة القطرية التي تمارس مهامها عند انعقاد المؤتمر المذكور ـ القيادة السابقةـ.

3 ـ تولي القيادة القومية مسؤلية القيادة القطرية في العراق .

4 ـ التحقيق في كافة المخالفات والاخطاء التي وقعت في الفترة الماضية واتخاذ التدابير الحزبية الحاسمة بشأنها.

5 ـ حصر صلاحية اتخاذ العقوبات بحق الرفاق الحزبيين التابعين للتنظيم العراقي بالقيادة القومية.

6 ـ اجراء الانتخابات الحزبية في القطر العراقي بكافة مراحلها وعقد مؤتمر قطري لانتخاب قيادة قطرية جديدة في مدة لا تتعدى الاربعة الاشهر.

وقد وافق على نص هذا البيان جميع اعضاء القيادة القومية بدون استثناء.

حلت القيادة القطرية بعد ثلاثة ايام من انتخابها بعد ان قررت القيادة القومية عدم شرعيتها باجتماع ضم ميشيل عفلق ، أمين الحافظ ، صلاح جديد ، جبران مجدلاني ، عبد الخالق النقشبندي في بغداديوم 14تشرين الثاني 1963.

بعد ان تمكن عبد السلام عارف بالتعاون مع المخابرات المصرية والقوميين العرب من اغتصاب سلطة الحزب  في ردة 18 تشرين 1963

اقصى منها الرجلين الاشد خطرا عليه وهم احمد حسن البكر وحردان عبد الغفار واحيل 412 ضابطا الى التقاعد وابعد عشرات الضباط الاخرون الى وحدات بعيدة ، وفي وقت قياسي لايتجاوز الثلاثة اشهر تمكن عارف من ابعاد البعثيين عن المراكز المهمة في الجيش والدولة.

ويرى طالب شبيب بأن احمد حسن البكر لم يكن متورطا في عملية سقوط حكم الحزب في العراق عام 1963  كما يروج البعض. لذا اصبح بيت احمد حسن البكر في بغداد مثابة لالتقاء الوفود التي شكلتها منظمات الحزب في انحاء العراق للعمل على تشكيل الحزب بعد الفشل الذي تعرض له الحزب بسبب خلاف فوقي ليس له اساس واقعي بينهم ، فشعروا بالمرارة لعدم اخذهم للفرصة وظلوا يتوقون لتكرار التجربة وكانوا مقتنعين بقدرتهم على الوصول مرة اخرى للسلطة، وخلال هذه اللقاءات كانت وفود الحزب تلتقي المجاهد صدام حسين مع احمد حسن البكر الذين اتفقوا على تشكيل لجنة تنظيم العراق ، وكان يوم 4/9/1964   

يوما مشؤوما ، اذ اعتقلت سلطات عارف عددا من البعثيين المدنيين والعسكريين بينهم احمد حسن البكر وصدام حسين ، تمكن المجاهد صدام حسين من الفرار وحضور المؤتمر القومي السابع وبتفويض من لجنة تنظيم العراق، واثناء وجودهم في سوريا سافر الى بيروت حامل رسالة من احمد حسن البكر الى كل من طالب شبيب وحازم جواد طالبا منهم فيها العودة الى العراق بعد ان وفر الحزب لهم بيوت سريةللعمل على استعادة السلطة من عارف.

المؤتمر القومي السابع

انعقد في  1ــ17 شباط 1964

لقد وضحت النشرة الدخلية لحزب البعث العربي الاشتراكي  الصادرة بتاريخ22 ـ 2 ـ 1961 ص 9 "بدأت الدعوة الى عقد مؤتمر قومي استثنائي تنتشر في مختلف القواعد الحزبية فالنكسة الخطيرة التي اصيب  بها الحزب في القطر العراقي وتغيير الظروف القومية جعلت الحزب امام موقف جديد يتطلب منه اعادة النظر في استراتيجيته السابقة ووضع استراتيجية جديدة وان يقيم المرحلة السابقة ويدرس الخطوات  العملية التي تفرضها المرحلة الجديدة، يضاف الى  ذلك ان هناك اخطاء شوهت وجه الحزب ووضعته في موضع الاتهام امام الرأي العام العربي والعالمي ...وكان على الحزب ان يحدد موقفا مبدئيا من هذه الاخطاء بالاضافة الى ان القيادة القومية لم تعد قادرة على تحمل مسؤوليتها التالية:

أ ـ اثنان من اعضائها جمد عمليا عن النشاط القيادي بسبب وجودهما في بغداد تحت ظروف صعبة ، هما الرفيق صالح مهدي عماش واحمد حسن البكر.

ب ـ اثنان من اعضائها الاردنيين لم يشتركا مطلقا في اعمالهما بسبب ظروفهما القطرية.

انعقد المؤتمر في جو متوتر، ساهمت بعض العناصر ، التي كان لها دور في نكسة العراق والمتكتلين حولها، وقد قامت هذه العناصر بمحاولات تخريبية تستهدف دون انعقاد المؤتمر ، لاجراء المزيد من الاتصالات الجانبية ولترويج الاشاعات والاكاذيب، ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل ، وخاصة بعد أن أقر مندوبو منظمات الحزب ضرورة عقد المؤتمر في 13 شباط واتخذ القرار باغلبية 12 صوتا مقابل 6 أصوات وامتناع 2 عن التصويت.

قرر المؤتمر ان تمارس  القيادة القومية جميع الصلاحيات المنصوص عليها في النظام الداخلي.

عدم شرعية المؤتمر

برر الرفاق المستنكفون تغيبهم عن المؤتمر القومي بقولهم ان هدا المؤتمر غير شرعي وذلك لسببين:

1 ـ انه جاء بناء على دعوة الامين العام للحزب بينما ينص النظام الداخلي ان الدعوة للمؤتمرات هي من صلاحية القيادة القومية.

2 ـ ان تكوين المؤتمر مخالفا للنظام الداخلي الذي لم يأت على ذكر المؤتمرات الموسعة.

ان السببين الذين يتذرع بهما الرفاق المتغيبون ليسا في الحقيقة جديين والتذرع بهما دون النظر الى الظروف التي يمر بها الحزب تعطي الانطباع بأن الرفاق الذين يتحدثون عن اللاشرعية لا يقدرون ازمة الحزب حق قدرها، ولا يتصورون بشكل واضح النتائج التي تترتب على فقدان الانظباط الحزبي وشلل القيادة القومية.

ان الدعوة للمؤتمر القومي هي من صلاحية القيادة القومية ، انما المشكلة الي غابت عن بال الرفاق المتغيبين عن حضور المؤتمر القومي الاستثنائي هي ان القيادة القومية لم تعد موجودة عمليا. وان حدوث النكسة في العراق وكون ثلاثة رفاق من العراق أعضاء في القيادة القومية وكانوا اعضاء القيادة القطرية التي كانت مسؤولة عن الحزب منذ ثورة 14 رمضان حتى يوم 11ـ11 1963 ، ومجيء هؤلاء الرفاق بعد النكسة الى سوريا ومحاولتهم بالاتفاق مع عدد من اعضاء القيادة القطرية السورية، ان يسيروا الحزب في سوريا في نفس الاسلوب ويجروه الى نفس الاخطاء التي سببت النكسة في العراق .

ان القول بعدم جواز الدعوة لمؤتمر قومي من قبل الامين العام هو في الحقيقة قول غير جدي يضاف الى ان خمسة من اعضاء القيادة القومية التسعة الموجودين في دمشق ايدوا مبادرة الامين العام ولو لم يستعجل الاجتماع لكان القرار بالدعوة للمؤتمر القومي بالشكل الموسع قد تم بموافقة اكثرية اعضاء القيادة القومية الحاضرين. ان المادة 114 من النظام الداخلي أعطت القيادة القومية حق البت في الاستغناء عن تطبيق النظام الداخلي أو اي  جزء منه في حالة الطوارىء ، ومن جهة اخرى فأن توسيع المؤتمر بالشكل الذي لم يتنافى أصلا مع روح النظام الداخلي بل بالعكس كان ينبغي تمثيل اكبر عدد ممكن من القياديين الحزبيين نظرا لان الموضوع يتناول في الحقيقة مصير الحزب . فبدلا من ان يكلب من المؤتمرات القطرية ان تنتخب من بين اعضائها طلب ان ياتي اعضاء المؤتمر بكامله "تنص المادة 45 ـ فقرة ب ـ على : " اعضاء ينتخبهم المؤتمر القطري وتحدد عددهم القيادة القومية مراعية في ذلك عدد اعضاء القطر العاملين او اي اعتبار حزبي اخر على ان لا يقل هذا العدد عن خمسة اعضاء".

فالبنسبة للمؤتمرات القطرية فقد حدد الحد الادنى ولم يحدد الحد الاعلى . ولاشك ان اعضاء المؤتمرات القطرية هم من قيادي الحزب الذين يتحملون مسؤوليات اساسية في اقطارهم.

وبدلا من ان يأتي عن المنظمات الحزبية التي بلغت مستوى الفرع عدد يتناسب مع عدد الشعب طلب من قيادة الفرع ان تأتي بكاملها الى المؤتمر ، وكذلك قيادة الشعبة في الاقطار التي لم يبلغ التنظيم فيها سوى مستوى شعبة وقيادة الفرقة في الاقطار التي لم يبلغ فيها سوى فرقة, فهل ان تمثيل العدد الاكبر هو دليل على الديكتاتورية ام انه دليل على وضع مقدرات الحزب بيد اوسع عدد من قياديي؟ يضاف الى ذلك ان الدعوة لم تحدد اشخاصا بأسماءهم وانما اعتمدت الاسس الموضوعية المذكورة آنفا. كما ان الدعوة تتضمن جميع اعضاء المؤتمر القومي السادس.ان التذرع باللاشرعية كان في الحقيقة حجة اعتقدها المستنكفون سلاحا كافيا لتبرير تغيبهم . فاذا كان المؤتمر يعتبر شرعيا بخمسين عضوا قياديا فانه يكسب في الحقيقة اكثر شرعية بحضور 150  عضوا قياديا.

فالمستنكفون يدعون ان اعضاء المؤتمر القطري العراقي  غير قادرين على حضور المؤتمر القومي نظرا لحراجة الظروف في العراق ، فقد اخذوا المبادرة واتصلوا بالرفاق العراقيين وحرضوهم على مقاطعة المؤتمرـ كما اتصلوا بمنظمات عديدة في الوطن العربي والخارج لنفس الغرض . ان التذرع بظروف قطرية لتأجيل مؤتمر ات قومية ظاهرة بالغة الخطورة وتشكل في الواقع تحولا عن منطق الحزب القومي.

بعد انتهاء المؤتمر القومي السابع عينت القيادة القومية قيادة قطرية مؤقتة وحملتها الرسالة التالية الى لجنة تنظيم القطر وكانت هذه تتألف من بعض كوادر  الحزب في العراق "على رأسهم االرفيق صدام حسين" الذين اخذوا المبادرة في محاولة اعادة التنظيم بعد ردة 18 تشرين الثاني 1963 وحتى تعيين القادة القطرية المؤقته.

تحية عربية وبعد،

ترامى الى الامانة العامة للقيادة القومية بان لجنة قد تشكلت تحت اسم لجنة تنظيم القطر ، اخذت منذ مدة بمهمة مزاولة التنظيم الحزبي لدى بعض الرفاق.

ان الامانة العامة تحب ان توضح للرفاق النقاط التالية:

1 ـ ان قيادة قطرية مؤقتة جديدة قد عينت بعد اختتام المؤتمر القومي السابع لقيادة القطر العراق سياسيا وتنظيميا.

2 ـ ان أية تنظيمات اخرى تمت أو تتم بدون علم القيادة الجديدة تعتبر غير شرعية ، ومتنافية مع البديهيات الحزبية في القيادة المركزية وفي وحدة الحزب.

3 ـ ان القيادة القومية مع تثمينها لدور الرفاق بعد الضربة التي وجهت للحزب في محاولة اعادة تنظيم الحزب تعتقد بأن مهمة جميع الرفاق الان الاتصال بالمركز الجديد ومساندته ودعمه.

4 ـ ان القيادة القومية قد  افهمت القيادة القطرية الجديدة بان مهمتها الاولى والاساسية هي اعادة الوحدة للحزب على اساس ان الجهاز الحزبي والكوادر الحزبية غير مسؤولة بتاتا عن جميع الملابسات والاخطاء التي وقعت في الفترة المؤسفة الماضية التي اتاحت لاعداء الحزب والشعب الاطاحة بالحكم التقدمي الثوري . وتعريض العراق مرة اخرى لنار النفوذ الرجعي الديكتاتوري والاستعماري. ان وحدة الحزب ، ايها الرفاق ، هي القبضة الفولاذية التي نشرعها في هذه الفترة الحاسمة التي يتجمع فيها اعداء الشعب ـ على اختلاف اسمائهم واشكالهم ـ في المهمة غير المشرفة وهي تصفية الحزب ، وضرب نضاله، بقصد افقاد امتنا العربية وجماهيرها الشعبية حزبها الطلائعي العظيم.

ان الامانة العامة ترجو ان تتدارسوا هذه النقاط مع الرفيق مندوب القيادة القطرية المؤقتة وتعملوا على ضوئها بالانضباط وبروح المسؤولية الحزبية التي نعهدها في مناضلي الحزب وابنائه ـ والى امام.

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

توقيع : الامين العام احمد مشيل عفلق

 حمل الرفيق صدام حسين هذا التفويض من القيادة القومية الشرعية للحزب ليعمل مع الرفا ق احمد حسن البكر و صالح مهدي عماش وعزة الدوري وطه ياسين رمضان وطارق عزيز والذي تم ذكر اسمائهم اثناء استعراضنا للموضوع على بناء الحزب في العراق من جديد وبشرعية مستمدة من شرعية القيادة القومية وامينها العام الرفيق احمد ميشيل عفلق وجراء التفاف اعضاء وجماهير الحزب حول هذه القيادة تم للحزب استعادة السلطة في 17ـ30 تموز 1968.

 

الأحد، 29 نوفمبر 2020

في ذكرى أَرْبَعِينية وَلِيَّ أَلْعَصْرِ وشيخ ألمجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير وألامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ألرفيق الشهيد عزة إِبراهيم الدوري ..بقلم أَ . د . أَبو لهيب

في ذكرى أَرْبَعِينية وَلِيَّ أَلْعَصْرِ وشيخ ألمجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير وألامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ألرفيق الشهيد

عزة إِبراهيم الدوري

أَ . د . أَبو لهيب

أَليوم ليس كبقية ألأيام ، بل يوم متميز للامة العربية وذلك بسبب مرور أَربعين يوماً على إِستشهاد أَعزعزيز في قلوب أُمتنا المجيدة ، ألقائد الذي عاش مناضلاً ومات شهيداً ، كان حريصاً على مصالح أُمته وَلَنْ يتنازل نهائياً عَنْ مبادئه ألقيمة لذلك سماه الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله بالأمين .                

كما أنَّ ألرفيق أَلشهيد عزة الدوري إِنساناً رسالياً لَنْ يفكر أَبَداً بِالمصلحة الشخصية بقدر إِهتمامه بِمصالح أُمته أَلمجيدة وكان فارساً شجاعاً يقود بنفسه أَلجهاد مع رفاقهِ في العراق دون أنْ يتورع مِنْ العدو الامريكي الغازي وأذنابهم في العراق ، لذلك وضع خوفاً ورعباً في قلوب الاعداء ، وكانوا يخافون مِنْ قوته وقدرته ، لانه رجل رسالي ومبدئي وإيمانه بالله عزوجل أَكبر مِنْ كل شيئ ، دائماً يقول لرفاقه إِنَّ الجهاد في سبيل الله أَكبر جهاد ، ونيل أَلشهادة في سبيل تحرير الوطن مِنْ براثن أَعداء الله أَكبر وأَعظم أجراً عند الله .               

بعد عملية الغزو الامريكي للعراق ، إِستطاع الرفيق الشهيد ألاختفاء عَنْ أَنظار العدو اَلغازي وأَذنابهِ ، وقام بِألاشراف على ألكثير مِنْ العمليات أَلمسلحة ضد ألعَدو الامريكي الغازي ، كما نسبت له مجموعة مِنْ التصريحات أَلتي تدعوا قطاعات مختلفة مِنْ الشعب العراقي لِمقاومة القوات الامريكية في العراق ، لذلك قامت القوات المسلحة الامريكية الغازية برصد عشرة ملايين دولار لِمَنْ يتقدم بِأَي معلومات تقوده إِلى إِعتقالهِ أَو قَتْلِهِ ، كما وضعت صورته مع المطلوبين للقوات الامريكية أَلغازية .                                                               

ولكن كل ذلك لَنْ تأثر على هِمتهِ ومعنوياتهِ ومبادِئِهِ رغم إِغراءات كبيرة مِنْ قِبَلْ ألعدو لَهُ ، وبعد إِستشهاد ألرفيق الشهيد صحابي العصر صدام حسين رحمه الله ، وصى بِأنْ يحل محله ألرفيق ألشهيد ولي الزمان عزة الدوري ، وبذلك إِستلم قيادة الحزب وخلال أربعة عشر عام إِستطاع أَنْ يجمع الرفاق تحت لواء البعث مرة أُخْرى وبكل عزم وإِيمان وتهيئتهم للقيادة مرة أُخرى وبهذا وضع فزعاً كبيراً في قلوب الاعداء ، ودليل على ذلك آخر تصريح للعميل باقر جبر صولاغ يقول : إِنَهُ لا يستبعد بقيام حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق ، بقيادة الرفيق الشهيد عزة إبراهيم الدوري بالانقلاب عليهم وإِستلام زمام الحكم في العراق مرة أُخرى ، وهذا دليل بِأَنَّ أَعداء العراق يخافون منه حتى في أحلامهم .                       

يا رفيقنا ألغالي ندعوا مِنْ الله عز وجل اَنْ يغمد كم برحمته الواسعة ويدخلك جناته ويحسبكم مع الانبياء والصديقين والشهداء .                                                                        

أَلف ألف رحمة على روحك الطاهر ، فَنُمْ قرير العين  إِنَّ رفاقك على العهد بِإِدامة المسيرة إِلى تحقيق النصر المبين .                                                                                               

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020

كلمات في رثاء الاخ والحبيب والصديق والرفيق عبد الصمد الغريري (ابا زيد)...بقلم الرفيق ابو عبد الملك


بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم )). (يونس-107)

صدق الله العظيم

كلمات في رثاء الاخ والحبيب والصديق والرفيق عبد الصمد الغريري (ابا زيد) ....

كيف لي ان انعيك في الصباح الاول لرحيلك عن تلك الدنيا الفانيه .. كيف لي ان اتحمل الوجع والالم الذي تركته في نفسي وقلبي بعد رفقة وصداقة جاوزت الثلاثة عشر عاما مذ تعارفنا لاول مره بعيدا عن ديارنا في دمشق الحبيبه .. كيف لي ان اسجل حروف رثائك ومحبتك ووجعي الكبير بفراقك ايها العزيز النبيل والصديق الصدورق والذي لا اظن ان ماتبقى من العمر قد يجود بشبيه  لك ولشخصك وبعلاقتي المتميزه بك وانت الذي اصبحت لي الاخ والصاحب والملاذ في زمن المحن والماسي .. اه ثم اه ثم اه .. كم حسدني الكثيرون عن علاقتي وصداقتي معك .. وكم حسدوك على علاقتك وصداقتك معي .. كنا ايها الحبيب الذي لا اظن ان يبتعد طيفك عني يوما يكمل احدنا للاخر  في عشق العراق الذي سيقتلنا جميعا وفي الموقف والاناقة والراي .. كنت تكمل لي الراي والملاحظة حين يغيب عن بالي بعضها وكنت اكمل لك الراي والملاحظة والمشوره التي تخدم مانحن فيه من عمل على طريق النضال والجهاد وفي قضايا بلادنا التي امنا بها ..  كنت تحمل الكثير من اسرار وخبايا مسيرتنا في وطننا وكنت مثلك قد تحملت بعضها .. وكنت تكتم سري واكتم سرك ...كان كل منا يثق بالاخر بالمطلق لان هدفنا لايحتمل التاويل او الخداع او المراوغه .. كنت اقسو  عليك في بعض ارائي وملاحظاتي احيانا وكنت تقبلها بلا تردد وبمحبه غريبه لان احدنا قد عرف الاخر بصدق وعمق ..

من لي ايها الحبيب بعد اليوم من يصابحني يوميا  او على الاقل بين يوم واخر بشكل متميز  وبطريقة مختلفه حتى في اسلوبها وتعودناها منذ سنوات وهي وبسبب محبتنا لاهلنا وللناس جميعا تناغي طريقة اهلنا في جنوب القلب من وطننا الحبيب .. حيث يرن رقم جوالك لاسمع منك ( صباح الخير مولانا .. لاجيبك مولاك ابو عبدالله ..صباح الانوار ) وهكذا تدور الايام والصباحات  فمن الذي يعيدها ايها الحبيب ..

ايها الحبيب المحبوب المسافر الى دنيا الخلود .. لقد وجدتك ومن خلال رفقتك  الطويله فارسا ابيا يعتد بنفسه جمع بين النفس الثائره المتمرده التي تميز بها اهلنا من سكان مدن وقرى اعالي الفرات وبين حلم المناضلين الصابرين المتأملين المحاورين بالحجة والمنطق وبالحق المبين والذي لايقبل الزيغ او الزلل .. وجدتك ثائرا ومتمردا حتى على بعض اعراف وطباع رفاقك التي ترى بوجوب مغادرتها وتجاوزها وتطويرها مع تطور الحياة والفكر ..

كنت تمتلك خليطا عجيبا بين الموروث الشعبي والحكايا والامثال والحكم حتى التي تتحدث بها عجائزنا .. وبين الفكر المتنور والمتطور والذي يبلغ عن الحداثه والمستقبل الرصين ..

ومع كل ذلك امتلكت قلبا يتسع للجميع ويمتلك محبه للجميع حتى لمن اساء الينا .. كنا نحسدك عليها وكنت تعامل من اساء اليك باخلاق الفرسان .. والله لقد كنت شاهدا على الكثير من تلك المواقف من الذين اساءوا اليك والينا بقسوه وقد يكون بعضها خارج المنطق والاخلاق ولكننا كنا نتجاوزها باخلاق الفرسان .. والادهى ان بعض تلك الاساءات كانت تصدر احيانا من ناس كنت قد احسنت اليهم في الموقف والمحبه ..

ايها الحبيب الغائب الحاضر .. وانا ارثيك اليوم والدموع لم تنقطع حيث اكتب كلمات الرثاء ... لا بد لي ان اثبت للتاريخ انك كنت وطنيا مخلصا وفيا مؤتمنا على المباديء وعلى حق العراق المبين وتتحدث بلغة اهله وطموحاتهم واحلامهم .. وكنت عنيدا وشفافا وتطرح الرؤيا ووجهة النظر بلين ومحبه ولكنها بصلابة المناضلين الكبار ممن حملوا على اكتافهم ارث وتاريخ وعنفوان وطن يستحق المجد والرفعه ...

كيف لا وانت من شاء القدر ان يرافق اثنان من أهم الثائرين الاحرار في تاريخ العراق الحديث ،بل من اهم الثايات والمثابات الوطنيه والقوميه في تاريخ العرب الحديث..

ايها الحبيب والاخ والصديق الذي غادرنا مبكرا حيث لازال في العمر متسعا ولازالت الاحلام والامال تترى علينا وعلى عقولنا .. هنيئا لي بصداقتك ومعرفتي بك .. وهنيئا لك بمحبة الناس العفويه في بلادنا وفي معظم بلاد العرب من الذين عرفوك بل ومن معظم الاحبه من العراقيين في المهاجر ..

نم قرير العين  ايها الحبيب  ولن اقول لك وداعا لانك ستبقى بين الحنايا والضلوع مادام في القلب منزع..

 ويا لمأساتي وحزني عليك ويالوجعي ولوعتي على فراقك ايها النبيل الاصيل الذي امتلك نخوة وفزعة قل مثيلها عند الرجال .. فكم كنت تسعى لرفع ضيم وتقديم عونا لمحتاج ومساعدة من يحتاج الى عبور ازمه وأسعاف ملهوف ... تقبلك الله في عليين وفي جنات الخلد ومنحنا الله واهلك الصبر  على فراقك .. وانا لله وانا اليه راجعون

وسبحان الحي الذي لايموت ...

اخوك المحب

الرفيق ابو عبد الملك 

١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٠

تأثير أَلْمذهبية والطائفية لتمزيق العراق وشعبه الابي .بقلم /أَ.د. أَبو لهيب


تأثير أَلْمذهبية والطائفية لتمزيق العراق وشعبه الابي

أَ.د. أَبو لهيب

لَقَدْ أَنتج سقوط ألجمهورية العراقية على يد مَغُول أَلعصر أَمريكا وأعوانهم وذيولهم في التاسع مِنْ نيسان 2003 ، مجتمعاً بلا بناء ، لِأَنَّ جميع ألبناءات أَنهارت ، سواء كانت أنساق في العلاقات بين السلطة والمؤسسة والدولة ، وأنساق العلاقات الافقية بين البلد وأبنائه مِنْ رابطة أَو ولاء ، إِنهارت تلك ألدولة الجديدة بكيانها ومؤسساتها وهويتها بعد أَنْ فتح المحتلون أَبواب قصور الحكم القديم والمباني والادارات والوزارات والبنوك أَمام مجموعات مِنْ اللصوص والسارقين ، ليستولوا على ما فيها مِن أَثاث وأموال وحتى أوراق ومستندات ووثائق ، أطلق عليه عملية ( فرهود ) أَو ( ألحواسم ) لصيقاً بكل شيئ غير شرعي سواء كان الاستيلاء على الاموال أو بيوت هجرها أَهلها أَو دوائر حكومية فَرَّ موظفيها خشية مِنْ الموت ، وجاءوا بجيش وضباط جدد وجميعهم لاينتمون للمؤسسة العسكرية المعروفة ، لُقِبَهُمْ ( ضباط الحواسم ) بينما تولى أخرون مهنيون يعملون على  إفراغ ألمتحف الوطني والمناطق الاثرية مِنْ محتوياتها وكنوزها .                                              

أَسس سقوط الدولة العراقية نمطاً جديداً للعلاقات بين مكونات الشعب الواحد الذين يشكلون فسيفساء نادرة  كان يجب أَنْ تكون عامل قوة بدلاً مِنْ أَنْ تصبح مسماراً جديداً في نعش المجتمع العراقي ألْمُثَخَنْ بالطعنات داخلياً وخارجياً بفعل التميز والاقصاء والرعب والاذلال والجوع بعد أن كرس هذا النمط قيم المحاصصة المبنية على الطائفية والدين وأَلْعِرقْ ، بدءاً مِنْ تشكيل الحكومة ورئاسات الدولة الثلاث وإِنتهاءً بِحِصَصْ ألوظائف البسيطة مِنْ الاجهزة المدنية أو الامنية .              

إِنَّ ما حصل في العراق في 9/نيسان/2003 ، شكل إِنعطافاً تأريخياً كبيراً في المنطقة لَهُ علاقة مباشِرة بِألْسُنَّةْ وألْشِيعَةْ في منهجيهما ألتاريخيين وفي إِستراتيجيتها خلال مئات مِنْ السنين ، واستند تلك الفكرة من خطط لتمزيق وحدة المجتمع سياسيا ، علما ان الدولة العراقية الحديثة لم تتأسس على اساس مذهبي ولم يحكمه منذ عام 1921 اي نظام على اسس طائفية بما فيها النظام السابق ، فكرست الاحزاب الشيعية والمدعومة من الاحتلال وايران نزعة تقسيم الحكم طائفيا والهدف منه تمزيق وحدة المجتمع العراقي ، هنا وقع أَلْشيعة ألعرب قي العراق في مصيدة الطائفية الايرانية مما ادى الى سيطرة ايران بعباءة الشيعة العرب في العراق وقد أدى ذلك أَلتغيرألحاصل إِلى إِثار كبيرة على حاضرهم ومستقبلهم ، فهم اندفعوا ليطبقوا التجربة الايرانية في الحكم محاولين تحويل العراق الى جمهورية اسلامية اخرى تحت ( حكم شيعي ) وهذا لايمكن ان يحدث في العراق بسبب اختلاط وتصاهرالطائفتين ومنهم من يتصور بانهم لِأَولْ مرة في تاريخهم ينتقلون إلى مواقع قيادية مثلما قالها احد ازلام الاحزاب الطائفية ( بهاء الاعرجي ) ان الحكم كان سنيا من ( ابو بكر الى احمد حسن البكر ) ليجعل من ذلك ان تقسيمات الحكم اصبحت هكذا طائفيا ومن منطلق تفكيرهم ، يتحملون مسؤولية كبيرة ، وفي مقابل ذلك كانت احزاب اسلامية سنية دخلت العملية السياسية وروجت بانها تمثل السنة وايضا تتحمل كل ماجرى من مجازر ، لَمْ يدرك الطرفان حجم ماجرى حتى الان ، وإِنَّ عجلة الزمن قد دارت وفرضت واقعاً جديداً يجب أَنْ يتعامل معه الجميع ، إِلا أَنَهُمْ مازالوا يتعاملون مع الواقع الجديد بعفوية وبعقول سياسية تقليدية تحكمها المصالح أَلْآنية أَلْشخصية والحزبية الطائفية المريضة ، ولم يتمعنوا بعد في طبيعة ما يقع عليهم مِنْ مسؤولية تجاه الطائفة والدين والانسانية .               

على أَثر ماذكرناه جرى التغيير الداخلي ، كما حاول الحكام الجدد ( محتلون العراق ) أَنْ يرسموه كصورة جديدة للعراق الجديد ، دون ألنظر إِلى التغيير الخارجي للدولة وتاثيراته الاقليمية والدولية أَو حساب النتائج التي ترتبت على طريقة تغيير النظام ودون إِعتبار أَو تقدير حقيقي لطبيعة التحديات الداخلية والاقليمية والدولية الهائلة أَلْمُتَآتية مِنْ القوى المتضررة مِنْ التغير .                            

وقد أفرزت طريقة إِدارة ملفات الانهيار مِنْ ( إِرهاب وجريمة وفوضى وإِنعدام للخدمات وصراع سياسي محموم وإِنقسام ألمذهبية والطائفية ) نمطاً ألقى بِضلالهِ على البديل المراد إِنتاجه لِنظام وعصرالرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله ، مما أَدى إِلى تأسيس حزمة مِنْ الازمات الجديدة ، زادت أزمة العراق تَأزماً ، فطبيعة المنظومة السياسية المركبة على العملية السياسية كشفت عن حجم الاخطاء والخطايا التي أَوقعت التجربة في دوامة أزمات لاتنتهي ، بل تعيد إنتاج أَزمات جديدة في كل مرة يحاول الحكام الجدد أَنْ ينهوا أزمة سابقة على وجودهم أو ولدت مع توليهم الامر حتى غدا كل شيئ أَزمة بدءاً مِنْ هوية أَلدولة وشكل نظامها السياسي والانتماء والولاء والتعايش وإِدارة ألسلطة وتوظيف الثروة ، والدستور والقوانين والتعليم والثقافة .                                             

ولعل السبب الرئيسي في تلك الدوامة مِنْ الازمات هو أَنَّ القوى التي إِحتلت العراق لَمْ تدرك جيداً حجم التاثيرات السلبية العميقة ألتي تركت آثارها على بنية المجتمع والدولة ، بسبب قصور الرؤية وسوء التخطيط ، حيث افرزت العملية السياسية تضخم الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية ، وغلبة نهج السلطة على حساب نهج الدولة ، وشرعت لِإِنقسام السلطات بعد تقاسمها جراء المحاصصات الطائفية والعرقية ، وافرزت تضارب رؤى وإِدارات ومشاريع فَإِنْ يمكن أَنْ تكون متكاملة لانها متوافقة على هدف واحد هو إِعادة رسم المشهد العراقي كمجتمع ودولة ، إِلا أَنَّ هذا الهدف وتلك المشاريع تشتت وتضاربت وبلغت حد الصراع الدموي بفعل إِختلاف اجندة الفرقاء السياسيين وابتلاع الاحزاب المتنفذة للسلطة والدولة وتعطلت آلية إِعادة إِنتاج المجتمع والدولة مِنْ بُنَى إِقتصادية وخدمات واَمنْ ومنظومة سياسية بفعل تغليب التوازن ، ومحاولة الوصول إِلى توافق بين القوى السياسية المنتجة للقرارعلى مستوى الدولة دون النظر إِلى نتائج هذا التوافق والتوازن مِنْ صُبغ التنوع الاجتماعي الطبيعي بصبغة غير مقبولة تقوده إِلى إِنشقاقات طائفية وعرقية كبرى بِالاضافة على إِستشراء ألفساد .                                                                                     

قادت الاحداث كقوة التخريب دموية لَمْ يشهد العالم مثيلاً لها بعد أَنْ إِختلط الحابل بالنابل وتنوعت العناوين بين المقاومة والجهاد مع دخول مندسين ينفذون أَجندات خارجية وسط صفوف المقاومة الحقيقية ، مما أَدى إِلى تشتيت صفوفها وصبغها فيما بعد بصبغة الارهاب حيث صار كل مَنْ يحمل سلاحاً بوجه القوات الغازية المحتلة أو القوات الامنية الذيلية لِأَمريكا ( إِرهابياً ) بسبب عدم وجود سيناريوهات صحيحة لضبط تداعيات التغيير وتنظيم مناسب والتحول التدريجي نحو الدولة الجديدة بِما يضمن ضبط إِيقاع الفوضى وإِمتصاص ردات الفعل التي أَنتجها التغيير واحتواء تداعيات الانهيار داخلياً وإِقليمياً .                       

وهكذا وعلى هذا المنوال تم تمزيق العراق الابي عراق الحضارات ومهد الانبياء ، بين المجوسيين وأعوانهم وأَذنابهم ألخائبين وهكذا تم تقطيع أَوصاله بين ألمذاهب والطوائف والديانات ، وهكذا تم تمزقه أرباً أربا بين القوميات والعرقيات .                                   

تارة تدعي تركيا العثمانية بِأن ولاية موصل وشهرزور أَراضيها ، وقطع منها غدراً آبان الحروب العالمية ، وتارة أخري تدعي الفرس المجوس الصفوي بِأن شرق العراق بِكامله أراضي إِيرانية وهو أولى بِهَا  مِنْ غيرها ، وبين هذا وذاك ضاع الشعب العراقي الابي وتشرد ملايين منهم داخل العراق ، يعيشون في المخيمات في البؤس والفقر ، كما تشرد خمسة ملايين عراقي لاجئ خارج الوطن بين بلدان العالم ، وفقدوا هوياتهم الوطنية ، وانصهروا في بودقة تلك الدول التي يعيشون فيها .          

خلال سبعة عشرة سنة الماضية وإلى الان ألاحداث تشير إلى تمزق كامل للعراق وتقسيمه على الطائفية والاعراق والديانات والقوميات ، وهكذا دُمِرَ بلد الحضارات ، وادي الرافدين ، صاحب أقدم الحضارات في العالم وبلد الخيرات ومهد الانبياء على يد مغول العصر أمريكا والصفوين الفرس وأتراك العثمانيين ، والخونة والمجرمين مِمَنْ باعوا ضمائرهم وشرفهم للاجنبي

عاش العراق حراً أبياً                                                                                     

الموت للخونة والمجرمين مِنْ الذين باعوا وطنهم بثمن بخس للاجنبي                           

الرحمة ِلشهداء العراق والامة العربية ممَنْ لَمْ يبخل بِأغلى مالديه للحفاظ على وطنه وشعبه

 

الاثنين، 9 نوفمبر 2020

أَلْبَعْثُ رائِدْ أَلْفكر أَلْقَومِي ويَبْقى شَامِخَاً وَمَدْرَسَةً لِلْنِضَالْ في مُواجَهَةْ ألمُؤامَرَاتْ الاقليمية والدولية أَ. د. أَبو لهيب


أَلْبَعْثُ رائِدْ أَلْفكر أَلْقَومِي ويَبْقى شَامِخَاً وَمَدْرَسَةً لِلْنِضَالْ في مُواجَهَةْ ألمُؤامَرَاتْ الاقليمية والدولية

أَ. د. أَبو لهيب                                                             

إِذا إِطلعنا على النظام الداخلي للحزب  بدقة , وكذلك أدبياته نرى كثير مِنْ الامور المفيدة يجب أَن نقف عندها ، وَ مِنْ أَهَمْ ما ذُكِرَتْ إِنَّ حزب البعث حزب حَي نضالي ضد كل وسائل التفرقة والعنصرية والطائفية ، يشمل كل الامة العربية وحزب دائم التحديث حسب المرحلة التي يمر بها ، حزب لا يؤمنُ بعبادة الاشخاص ، بل يحترم القادة ويضع مكانة خاصة في أدبياته وتاريخه النضالي ، ويبقون خالدين في مخيلة الحزب الى ابد الآبدين ، وإِنَّ نظرياتهم وتوجيهاتهم الحية تبقى مرشداً ينير درب المناضلين .                      

بِما أَنَّ فكر البعث منبعث مِنْ الفكر الاسلام الحنيف ، وشعاره ( أُمَةً عَرَبِيَةً واحِدَة .... ذاتُ رِسَالَةٍ خالدة ) وبما أَنَّ هذا شعار منبعث مِنْ قوله تعالى : ( إِنَّ هَذَهِ أُمَتِكُمْ أُمَةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُكُمْ فَأَعْبِدُونِ) سورة الانبياء –آية 92، تبقى صامِدة أمام كل التحديات والمؤامرات الاقليمية والدولية وَلَنْ تهتز أبداً ، نأتي بِمِثال حي عَنْ الاسلام ، عِنْدَمَا توفى الرسول الاكرم محمد (ص) قسم مِنْ المسلمين مِمَنْ كان إيمانه ضعيف ، إِرتد وبايع ْآخرين ، لذلك قال أَبوبكر الصديق(ر): مَنْ كانَ منْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَدَاً (ص) فَإِنَّ مُحَمَدَاً قَدْ مَاتْ . وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ الله ، فَإِنَّ الله حَيُّ لايَمُوتْ. وفي براعة ولياقة وتوفيق قرأ أَلْآية الكريمة لجمهرة المسلمين مِنْ قولهِ تعالى : ( وَمَا مُحَمَدُ إِلَّا رَسُولٌ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ أَلْرًسًلْ أَفَإِنْ مَاتْ أَوْ قًتِلْ إِنْقَلَبَتًمْ عَلَى اَعْقَابِكًمْ ْوَمَنْ يَنْقَلِبً على عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضًرُّ الله شَيْئَاً وَسَيَجْزِي الله أَلْشَاكرِينْ )سورة آل عمران – آية 144 .  لذلك بقى الدين الاسلام قوياً يوم بعد يوم وبعد وفاة كل خليفة ياتي خليفة آخر والمؤمنين والمسلمين يبايعونه دون تميز والمسيرة مستمرة إِلى يومنا هذا ولا يهزه أَقوى عاصفة .                   

بِمَا أَنَّ فكر البعث منبعث مِنْ ينابيع الايمان لَنْ يهزه شيئاً ، وبعد وفاة أو إِستشهاد القائد ياتي مباشرةً قائد آخر وَلَنْ تتوقف المسيرة ، لان البعث حزب حي .                       

في سنة 2003 م إِرتكب الاوباش  المجرمين مِنْ عصابات المافيا الدولية عدوانهم الهمجي اللعين ضد العراق وشعبه وتمثل بأكبر جريمة وذلك بِأقدامهم على العدوان وإِحتلال العراق عسكرياً ، وجراء ذلك لقد استشهد كثير مِنْ رفاقِنا المناضلين ، وَمِنْ ضمنِهِمْ ألرفيق الشهيد صحابي العصر ( صدام حسين ونجليه وحفيده ) وأثر ذلك حاول بعض مِنْ ضعافي الايمان بِمبادئ البعث أَنْ ينشق مِنْ حِزب الام ، ولكِنْ فَشَلَتْ محاولاتهم الخائبة ، لِأنَّ الرفيق الشهيد قبل نيل شهادته وَصًّى بِأَنْ يكون مكانه ، الرفيق المناضل وشيخ المجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير ويبايعون جميع الرفاق القيادتين بيعة مطلقة كي تبقى مسيرة النضال والمقاومة مستمرة ، وبقى شيخ المجاهدين خليفة للرفيق الشهيد بكل إخلاص وامانة لانه إِنسان رسالي بِكُلْ مقاييس النضال ، وَبَعْدَ مرور اثني عشرة سنة على استشهاد الرفيق صدام حسين وإِستلام ألرفيق المناضل شيخ المجاهدين عزة ابراهيم الدوري زمام القيادة ، لَمْ يتوقف مسيرة الحزب بل تطور أكثر وأكثر وكان قد قاد الحملة الجهادية في العراق ضد المحتلين واذنابهم مِنْ الخونة والمندسين ، وبعد تلك السنوات الطويلة مِنْ النضال المستمر بدون انقطاع ، وافاه شيخ المجاهدين أجله وتوفى ، وترك أَثراً كبيراً ومصيبة عظيمة في قلوب البعثيين ، ولَكِنْ هذا لايعني بِأن المسيرة توقفت ، كلا بل كانت المسيرة مستمرة ، وجاء رفيق مناضل آخر تطبيقا لنظام الداخلي للحزب وهو المفتاح الاساسي لجميع المغاليق ولايمكن تجاوزه من اي شخصية في الحزب ، ونتيجة ذلك تم اعلان استلام القيادة مِنْ قِبَلْ الرفيق المختار للمهمة ، ولكن مرة اُخرى بعض مِنْ ضعاف الايمان بِمبادئ البعث أرادوا أن يعبرون عن محبتهم لشيخ المجاهدين ، وارادوا ان يقولوا بِأنَ هناك رفاق آخرين يستحقون أكثر لذلك المقام ، وهذا التعبير مِنْ ضعف ايمانهم وليس مِنْ المحبة لانهم أرادوا أَنْ يشقون صفوف الحزب مِنْ خلال نشر تلك الافكار عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، ولكن فشلوا ايضاً ، فشللاً ذريعاَ .                                                            

وَإِنَّ مسيرة الحزب إِستمرت بِمسارها الصحيح ، ولَنْ تتوقف ، بهمة المناضلين ، فَمِنَ البديهي أَنْ يبدأ شعبنا المعروف بِنِضالِه وحبه والتصاقِهِ بِأرْضِهِ وَوطنه وأن يبدأ بِمكافحة تلك العصابات الخبيثة التي فرضها الاحتلال ، ولم يكن امام شعبنا الا مزيداً مِنْ النضال الثوري وبكل اشكاله لمكافحة تلك الافة القذرة فكان شعبنا أهل لتلك العملية الثورية في مكافحة العملاء الذين جلبوا الويلات للعراق بعمالتهم وقذارتهم ، ولهذا نرى هذه الحملة الجنونية تجاه البعثيين وتوجيه ألْتُهَمْ الكاذبة والباطلة لهم ، وَإِني أَرى مِنْ حق شعبِنا أَنْ يلتف حول البعث وقيادته الحكيمة وتنظيماته المناضلة والقوى الوطنية الاخرى التي تعمل مع الحزب ، لان ماشاهده ولمسه وعرفه عَنْ هؤلاء العملاء الخونة واللصوص الدوليين أعطت ومنحت الشعب العراقي الرؤية الواضحة لتلك الوجوه العميلة الكالحة والقذرة التي باعت كل القيم ومقدرات الشعب والارض والوطن للاجنبي .             

إِنَّ شباب ورجال البعث والعراق لاتثنيهم تلك الاعتقالات والحملة القذرة التي تحاول النيل منهم بل تزيدهم اصرار على التضحية في سبيل العراق وشعبه والعمل على تحريره ونيل الاستقلال الوطني الكامل وتحرير الارض والوطن مِنْ كل الغاصبين وستبقى بِإذنْ الله رؤوسهم مرفوعة ، إنهم رجال المهمات والتضحية والفداء لشعبهم ووطنهم .                   

الف ألف تحية لمناضلي شعبنا مِنْ  الوطنيين والبعثيين الابطال .                                  

والرحمة والغفران لكل شهداء البعث وشعبنا الابطال الذين سطروا أكبر الملاحم البطولية لوطنهم وشعبهم .       

                                                                                     

الجمعة، 6 نوفمبر 2020

المركزية الديمقراطية (الانضباط) الديمقراطية المركزية / بقلم .. د ـ فالح حسن شمخي


المركزية الديمقراطية

(الانضباط)

الديمقراطية المركزية

د ـ فالح حسن شمخي

ما الذي تؤدي إليه المركزية والحزب على رأس السلطة أو عندما يخوض الحزب نضاله السياسي في أوربا على سبيل المثال ؟

ما الذي تؤدي إليه الديمقراطية والحزب خارج السلطة أو عندما يخوض الحزب نضاله العسكري والسياسي في الداخل ، في العراق على وجه التحديد ؟

متى نستخدم شعار (نفذ ثم ناقش ) الذي أطلقه حزبنا وهو جزء من مبدأ (الديمقراطية المركزية) وكيف؟

أين نضع مفردة الانضباط في العمل الحزبي وهل هي جزء من المفردات السياسية أو جزء من المفردات العسكرية؟

 إن ما تعرض له حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق من قوانين ( قرقوشية )، ومن شتى صنوف الاغتيالات والتعذيب والسجن والتشريد بحق أعضاءه وعوائلهم معروفة، والمعروف أيضا كيف استطاع الحزب امتصاص زخم الهجوم المعادي والشروع بالهجوم المقابل بعد أن تخلص من النباتات الضارة والمتسلقة. فقد عمل الحزب وبسرية تامة ليبقى وأعضاءه بمأمن من الضربات الحاقدة وبالوقت نفسه استطاع بهذه السرية أن يثير هلع ورعب الاحتلال الأمريكي والإيراني.

 إن صيانة الحزب لتشكيلاته هو الإجراء الحيوي الذي يأتي عبر تفعيل مبدأ الديمقراطية المركزية، في الوقت الذي تسعى فيه قوى الشر لكشف الحزب وضربه فان الحزب يقدم المركزية على الديمقراطية من اجل المحافظة ما يلي :

1 ـ الأسلحة والمعدات الفنية وغير الفنية العسكرية التي يستعملها الحزب والتي تضمن للحزب إدامة زخم المعركة المفتوحة مع العدو.

 2 ـ دور الطبع ومراكز التوزيع وأجهزة المراسلة والممتلكات والنقود وغيرها من المستلزمات. إن بقاء هذه في مأمن من رصد القوى المعادية يوفر للحزب إمكانات العمل المنتج بحرية ومقدرة فائقة.

 3 ـ العناصر المناضلة الهامة وما يتعلق بها من معلومات :

 (الأسماء، العناوين، الأوصاف، الارتباطات العائلية، الخصائص السلبية والايجابية، درجة الانتماء الحزبي، محلات السكن، أماكن التردد والسفر والتنقل.. الخ).

 4 ـ مواقع المنظمات السرية، قوتها وسعتها، حتى لا يستطيع العدو أن يمتلك أي فهم أو انطباع لطبيعة المنظمات الحزبية، لان معرفة قوة الحزب تدفع العدو إلى وضع خطة للهجوم الانتقامي، إن ما يؤرق العدو هو جهله بنوعية وحجم منظمات الحزب السرية.

 5 ـ روابط التنظيم السري الخارجية وعناصر الاتصال حيث من الضروري جدا إخفاء روابط التنظيم السري بالقوى والحركات الأخرى وبذل اكبر ما يمكن من الجهود لتغطية عناصر الاتصال وذلك لان كشفها يوقعها في حالة من حالات الانعزال عن القوى السياسية والاجتماعية الأخرى.

 إن سرية التنظيم تتقرر بالدرجة الأولى حسب طبيعة العدو ولا يمكن التخلي عن الصيغة السرية للتنظيم تبعا لاعتبارات وقتية كأن يقدم العدو مثلا تسهيلات معينة، يجب على الحزب إن يقوم على تنظيم سريته وبشكل دقيق وحذر في الأيام التي يسلك فيها العدو سلوكا ماكرا في ابدأ مرونة وتسهيلات معينة وتحت إي ظرف، على أن ذلك لا يعني عدم الاستفادة من هذه المرونة، بشرط أن تتم الاستفادة تكتيكيا ضمن شروط سرية التنظيم وسرية التحرك والمجابهة.

 من المعروف أن حزب البعث العربي الاشتراكي يعمل وفق مبدأ معروف وهو(الديمقراطية المركزية)، فالمبدأ هذا يأخذ سياقات اخرى غير السياقات المعمول فيها أيام النضال الايجابي، فزيادة المركزية على حساب الديمقراطية أيام العمل السري ضرورة لا بد منها، بمعنى إن الديمقراطية المتمثلة في الانتخابات العامة الشاملة لا يمكن الوصول إليها في فترة تعرض الحزب للقمع والإرهاب والمطاردة بهدف الاجتثاث، غير إن تقلص حدود الديمقراطية الاضطراري يقود إلى ممارسات ديمقراطية هامة تستطيع التعويض إلى حد كبير عن نقصان الديمقراطية وزيادة المركزية، ومن هذه الممارسات تثبيت مبدأ القيادة الجماعية مع ما يحمله هذا التثبيت أحيانا من مواقف تؤدي إلى مبادرة الكادر المسؤول في حالات انقطاع الصلات بفعل ظروف طارئة أو اعتقال أعضاء التنظيم... الخ، وبسبب القسوة والبطش تلجأ القيادة إلى الاتصال بقواعد الحزب بطريقة الاتصالات الفردية والثنائية فلا مجال في هذه الظروف لعقد اجتماعات منظمة لخلايا الحزب.

 إن أساس الديمقراطية أيام العمل السري هو الثقة الحزبية الناجمة عن صواب الموقف السياسي للقيادة والاحترام المتبادل بين القواعد والقيادة وتوافر الكادر القيادي الموثوق فيه، لذلك لا ينبغي لنا الخوف على الديمقراطية داخل التنظيم في ظل ظروف العمل السري، مادام خط الحزب العام سليما فالضرورة الكبرى التي تدعو الحزب إلى الحفاظ على أقصى السرية فوق بقية الضرورات التنظيمية الأخرى، فهدف السرية هو حماية الحزب لاسيما وهو يتعرض لا بشع هجمة امبريالية صهيونية عرفها التاريخ المعاصر، لنأخذ مثل حي على ذلك:

إن عقد مؤتمر قطري للحزب بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ضرورة ملحة لكن القيادة لم تعقد هذا المؤتمر والسبب في ذلك هو حماية الحزب، فلا الوقت مناسب ولا الظرف الموضوعي مناسب ولا الأرض تسمح لانعقاد مثل هذا المؤتمر وبالطريقة التي يريدها الحزب، فانعقاد مثل هذا المؤتمر بنجاح يتطلب حضور مندوبين من الداخل والخارج ويتطلب مكان امن ويتطلب أمور كثير أخرى فهل تتوفر مثل هذه الظروف في ظل الاحتلال؟ اعتقد إن الجواب كلا، إن إي دعوة لانعقاد مؤتمر تعني تصفية للمؤتمرين.

 هناك الكثير من المخاطر الناجمة عن استخدام المركزية علينا توخيها في داخل القطر وعلينا إن نتجنبها وكذلك ونحن نخوض نضالا سياسيا خارج القطر لاسيما في أوربا فالمؤتمرات والاجتماعات العلنية وإمام وسائل الاتصال الحديثة لا تفرض على أعضاء الحزب مركزية (انضباط) كما هفي الداخل وهذه المخاطر وهي:

1 ـ إن تقلص الديمقراطية في الحزب قد تقود إلى البيروقراطية التي تؤدي إلى إشكالا متباينة في السلوك، كالفردية والغرور ونزعة عدم الاكتراث لرأي القواعد، فالبعض يعتقد إن البيروقراطية هي جزء من العمل السري وهذا من الأخطاء الفادحة، فالبيروقراطية تضعف إرادة الحزب وتهمل أراء القواعد.

 2 ـ نشوء عزلة مزدوجة تشكل خطر كبير على الكادر، فالعزلة عن القواعد الحزبية والعزلة عن الجماهير تقود إلى انحراف البعض من الكادر الحزبي وبالمقابل فإنها تقود إلى عدم ثقة القواعد والجماهير بالكادر المحترف، لذلك فان قيادة الحزب تعمل على إلزام الكوادر الحزبية بضرورة العودة بين الحين والأخر إلى القواعد وتطوير العلاقة مع الجماهير بما يتناسب مع المرحلة المعاشة وكذلك تعمل القيادة على إصدار عقوبات مختلفة بحق العضو الحزبي الذي لا يستجيب للنقد وتكون هذه العقوبات متناسبة مع الخطأ الذي اقترفه.

 3 ـ عدم اشتراك القواعد مع القيادة في القضايا المهمة التي قد تتطلب اشتراك القواعد بها أو فهمها على الأقل، وهذا خطر يؤول بالأخير إلى عدم الثقة بالقيادة تركيبا ونهجا.

 4 ـ إن المغالاة في استخدام حجة سرية التنظيم تقود في الكثير من الأحيان إلى خطأ في انتقاء العناصر القيادية وتقيمها، الأمر الذي يقود إلى صعود عناصر غير مؤهلة وإهمال عناصر تتصف بصفات القيادة مما يوصل إلى نتائج تؤثر على بناء الحزب وتطوير عمله.

 5 ـ إن سرية التنظيم قد تدفع بنا إلى عدم الالتفات إلى التثقيف الحزبي والبرامج المعدة لهذا الغرض الأمر الذي يقود إلى التخلف الثقافي الحزبي والعام بالنسبة للبعض، علينا إن نعمل بالممكن في معالجة مثل هذا الأمر المهم بالاستفادة من مواقع الانترنيت ووسائل الاتصال الحديثة وضمن سرية العمل، فالتوعية المستمرة ضرورية من اجل الحد والقضاء على الميول الارتزاقية والتسلق الوصولي الذي قد يتعرض له البعض من الأعضاء خلال العمل السري، إن النقد والممارسة العملية كفيلان بتهيئة فرصة جيدة لمعالجة الأخطاء، أما الأعضاء الذين يثبت تلونهم فيجب إقصاؤهم عن الحزب مهما كانت مستوياتهم الحزبية ودوافع الموافقة على وجودهم في الحزب.

 6 ـ قد يتولد من ظاهرة الانكماش بفعل العمل السري نوع من اللامبالاة في الحفاظ على السرية، وكرد فعل إزاء ذلك فكثير ما تقع النفوس الغير منصهرة بالعمل الجهادي في نزعة عدم تحمل تبعات النضال السري فتكون ميالة للاجتماع في المحلات العامة والثرثرة بما يؤثر على سرية العمل. إن النضال ضد ذلك من شروط العمل السري الحقيقي.

 7 ـ هناك مخاطر الاندساس وتسرب العناصر التخريبية الى التنظيم الحزبي، فالمجالات المتوفر في العمل العلني لانتقائها قد لا تتوفر أثناء العمل السري، لذلك يجب إن يكون الحزب أكثر حذرا في اختيار عناصره وكوادره.

 8 ـ إن أجهزة العدو توجه ضربات للحزب من خلال الثغرات الداخلية كثغرات الانهيار والعناصر المشترات، لذلك فأن قطع الطريق إمام العدو يحصل بمكافحة تلك الثغرات.

 9 ـ إن الضربات التي وجهها العدو للحزب بعد الاحتلال قد أفقدته خيرة مناضليه ، فقيادات وكوادر الحزب التي استشهدت او توفاها  الله او التي وقعت في الأسر وضعت التنظيم الحزبي أمام صعوبات جمة، لهاذا السبب قام الحزب على انتقاء كادر احتياطي للقيادات  تلافيا لعواقب ضربات العدو المتوقعة دائما، وهذا من ضروريات العمل السري، لهذا الامر يجب ان يكون ضمن حدود الدستور والنظام الداخلي وموافقة القيادة القومية باعتبارها مرجعية وهي اعلى سلطة في الحزب