الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020

كلمات في رثاء الاخ والحبيب والصديق والرفيق عبد الصمد الغريري (ابا زيد)...بقلم الرفيق ابو عبد الملك


بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم )). (يونس-107)

صدق الله العظيم

كلمات في رثاء الاخ والحبيب والصديق والرفيق عبد الصمد الغريري (ابا زيد) ....

كيف لي ان انعيك في الصباح الاول لرحيلك عن تلك الدنيا الفانيه .. كيف لي ان اتحمل الوجع والالم الذي تركته في نفسي وقلبي بعد رفقة وصداقة جاوزت الثلاثة عشر عاما مذ تعارفنا لاول مره بعيدا عن ديارنا في دمشق الحبيبه .. كيف لي ان اسجل حروف رثائك ومحبتك ووجعي الكبير بفراقك ايها العزيز النبيل والصديق الصدورق والذي لا اظن ان ماتبقى من العمر قد يجود بشبيه  لك ولشخصك وبعلاقتي المتميزه بك وانت الذي اصبحت لي الاخ والصاحب والملاذ في زمن المحن والماسي .. اه ثم اه ثم اه .. كم حسدني الكثيرون عن علاقتي وصداقتي معك .. وكم حسدوك على علاقتك وصداقتك معي .. كنا ايها الحبيب الذي لا اظن ان يبتعد طيفك عني يوما يكمل احدنا للاخر  في عشق العراق الذي سيقتلنا جميعا وفي الموقف والاناقة والراي .. كنت تكمل لي الراي والملاحظة حين يغيب عن بالي بعضها وكنت اكمل لك الراي والملاحظة والمشوره التي تخدم مانحن فيه من عمل على طريق النضال والجهاد وفي قضايا بلادنا التي امنا بها ..  كنت تحمل الكثير من اسرار وخبايا مسيرتنا في وطننا وكنت مثلك قد تحملت بعضها .. وكنت تكتم سري واكتم سرك ...كان كل منا يثق بالاخر بالمطلق لان هدفنا لايحتمل التاويل او الخداع او المراوغه .. كنت اقسو  عليك في بعض ارائي وملاحظاتي احيانا وكنت تقبلها بلا تردد وبمحبه غريبه لان احدنا قد عرف الاخر بصدق وعمق ..

من لي ايها الحبيب بعد اليوم من يصابحني يوميا  او على الاقل بين يوم واخر بشكل متميز  وبطريقة مختلفه حتى في اسلوبها وتعودناها منذ سنوات وهي وبسبب محبتنا لاهلنا وللناس جميعا تناغي طريقة اهلنا في جنوب القلب من وطننا الحبيب .. حيث يرن رقم جوالك لاسمع منك ( صباح الخير مولانا .. لاجيبك مولاك ابو عبدالله ..صباح الانوار ) وهكذا تدور الايام والصباحات  فمن الذي يعيدها ايها الحبيب ..

ايها الحبيب المحبوب المسافر الى دنيا الخلود .. لقد وجدتك ومن خلال رفقتك  الطويله فارسا ابيا يعتد بنفسه جمع بين النفس الثائره المتمرده التي تميز بها اهلنا من سكان مدن وقرى اعالي الفرات وبين حلم المناضلين الصابرين المتأملين المحاورين بالحجة والمنطق وبالحق المبين والذي لايقبل الزيغ او الزلل .. وجدتك ثائرا ومتمردا حتى على بعض اعراف وطباع رفاقك التي ترى بوجوب مغادرتها وتجاوزها وتطويرها مع تطور الحياة والفكر ..

كنت تمتلك خليطا عجيبا بين الموروث الشعبي والحكايا والامثال والحكم حتى التي تتحدث بها عجائزنا .. وبين الفكر المتنور والمتطور والذي يبلغ عن الحداثه والمستقبل الرصين ..

ومع كل ذلك امتلكت قلبا يتسع للجميع ويمتلك محبه للجميع حتى لمن اساء الينا .. كنا نحسدك عليها وكنت تعامل من اساء اليك باخلاق الفرسان .. والله لقد كنت شاهدا على الكثير من تلك المواقف من الذين اساءوا اليك والينا بقسوه وقد يكون بعضها خارج المنطق والاخلاق ولكننا كنا نتجاوزها باخلاق الفرسان .. والادهى ان بعض تلك الاساءات كانت تصدر احيانا من ناس كنت قد احسنت اليهم في الموقف والمحبه ..

ايها الحبيب الغائب الحاضر .. وانا ارثيك اليوم والدموع لم تنقطع حيث اكتب كلمات الرثاء ... لا بد لي ان اثبت للتاريخ انك كنت وطنيا مخلصا وفيا مؤتمنا على المباديء وعلى حق العراق المبين وتتحدث بلغة اهله وطموحاتهم واحلامهم .. وكنت عنيدا وشفافا وتطرح الرؤيا ووجهة النظر بلين ومحبه ولكنها بصلابة المناضلين الكبار ممن حملوا على اكتافهم ارث وتاريخ وعنفوان وطن يستحق المجد والرفعه ...

كيف لا وانت من شاء القدر ان يرافق اثنان من أهم الثائرين الاحرار في تاريخ العراق الحديث ،بل من اهم الثايات والمثابات الوطنيه والقوميه في تاريخ العرب الحديث..

ايها الحبيب والاخ والصديق الذي غادرنا مبكرا حيث لازال في العمر متسعا ولازالت الاحلام والامال تترى علينا وعلى عقولنا .. هنيئا لي بصداقتك ومعرفتي بك .. وهنيئا لك بمحبة الناس العفويه في بلادنا وفي معظم بلاد العرب من الذين عرفوك بل ومن معظم الاحبه من العراقيين في المهاجر ..

نم قرير العين  ايها الحبيب  ولن اقول لك وداعا لانك ستبقى بين الحنايا والضلوع مادام في القلب منزع..

 ويا لمأساتي وحزني عليك ويالوجعي ولوعتي على فراقك ايها النبيل الاصيل الذي امتلك نخوة وفزعة قل مثيلها عند الرجال .. فكم كنت تسعى لرفع ضيم وتقديم عونا لمحتاج ومساعدة من يحتاج الى عبور ازمه وأسعاف ملهوف ... تقبلك الله في عليين وفي جنات الخلد ومنحنا الله واهلك الصبر  على فراقك .. وانا لله وانا اليه راجعون

وسبحان الحي الذي لايموت ...

اخوك المحب

الرفيق ابو عبد الملك 

١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق