الأربعاء، 15 مارس 2023

الانتهازية سلوك ومعالجة/ بقلم جابر خضر الغزي

بسم الله الرحمن الرحيم


الانتهازية سلوك ومعالجة

 المقدمة : ترافقت المتغيرات السياسية والحزبية وعلى مر التاريخ السياسي للحركات الثورية والمجتمع بشكل عام , فالعناصر الانتهازية التي تتماها مع المركز بالاخلاص والولاء والتفاني والخضوع والطاعة واطلاق الصفات في المهابة والتعظيم لمن هو في المركز الاول ولكنها تضمر في داخلها عكس ما تظهره مخطط الغش والخديعة والتضليل للوصول لاهداف وغايات اكيدة غير نبيلة وقد تصل للتآمر والردة لا بل الخيانة من خلال اقتناص الفرص واستغلال الظرف والمرحلة والمسؤولية , هذه العناصر ذات الالوان الشاملة الحرباوية تجيد خلط الالوان والقفز والتسلق العالي والعريض وتستطيع ان تتكيف بما يناسب سيرها بسلام داخل الحزب او المؤسسة او المجتمع او الجمعيات او النوادي وفي اي مكان , بعد ان تتاكد من ثغرات وتنفذ من خلالها كاسلوب وفي طبيعة عملها الفني المرن وهي ينطبق عليه قوله سبحانه وتعالى ( يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله اعلم بما يكتمون ) 167 ال عمران  وقد خصص جل جلاله لهم سورة كاملة هي سورة المنافقون .

ومنذ زمن بعيد تنبهت العرب الى النمط الانتهازي وقالت في عبارة بليغة مازالت تدوي في مسامع الدنيا ان فلانا يعرف من اين تاكل الكتف !!.

1- مفهوم الانتهازية كظاهرة في المجتمع.

 فهي كما جاء بتعريف الباحث علي عنبر حيث عرفها ببساطة : ( اتخاذ الانسان مواقف سياسية او فكرية لايؤمن بها في سبيل تحقيق مصالح فردية او حماية مصالح شخصية ان يتخذ الشخص مواقفه السياسية واراءه الفكرية حسب تغيير الظروف املا في الحصول على مصلحته الخاصة او المحافظة عليها دون ان يكون مؤمنا بالمواقف والافكار التي اتخذها , والانتهازية تعني التضحية بالاهداف الاستراتيجية من اجل تحقيق اهدافا مرحلية . كما ان الانتهازية ليست صناعة سهلة او قريبة المنال او متاحة لكل من هب ودب وإنما هي مهنة معقدة تحتاج لعبة مركبة تحتاج الكثير من فنون التموية والخداع والتضليل والتزوير حتى تنطلي على اذكى الناس واكثرهم شطارة وحذرا كما عبر عنها الاستاذ فهد الريماوي ).

2- السياسة الانتهازية : 

هنالك مثقف ثوري عقلاني منضبط مبدئي يسعى لتحقيق اهداف حزبه بطاعة واعية يقابله مثقف انتهازي له ظاهر وباطن وألوان عديدة يسعى لتحقيق اهداف ذاتية نفعية بغطاء اظهار طاعته وخنوعه للمركز السياسي , ان هذا النموذج وظف معارفه العلمية ليستخدم مبادئ بتعميق الصفة الانتهازية لديه , اما ابائنا واجدادنا البسطاء يصعب عليهم التعمق في هذه اللعبة لمحدودية مداركهم وعفويتهم وبرائتهم وبساطة فطرتهم وضعف قدراتهم على المناورة والتمثيل , ومعظم اقطارنا العربية شجعت النخب على اعتناق الانتهازية ونبذ المبادئ والبعض تاريخه يشهد عليه تقلب بالارتباط باكثر من منهج تارة لهذه الجهة او ممثل لتلك الجهة الاخرى ، وهلم جر والعياذ بالله سبحانه وتعالى , فاليوم تنتشر الانتهازية بالاحزاب السياسية الدينية لديها اكثر من موقف سياسي عندما تشتد الحاجة لضعف قدراتها لمواجهة التحديات وتعاظم مصلحتها الذاتية واستفحلت انانيتها وغابت مسؤولية الضمير وضمير المسئولية .

3- الموقف من الانتهازية :

 ان هذا الاتجاه الموصوف بالانتهازية اتجاه سيء فلابد لمكافحة من داخل الحزب او الحركة او الجمعية ومهمة المخلصين الثابتين على المبادئ والاخلاق الثورية  المرتكزة والمتفاعلة مع التربية المؤثرة الايجابية في المجتمع , وحزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي حزب نظيف فبولادته وافكاره ونضاله التي لم تكن مستوردة من الخارج بل هي نابعة من تاريخ الامة وتراثها , فهو حزب رافض الانتهازية بكافة انواعها واشكالها وحيلها السينمائية في اطاريحها الداخلية في اطار سياسته , وفي اطار علاقته الجماهيرية لانها الضمانه الاكيدة للاستمرار ومشخصا وناقدا وطاردا لهؤولاء الدخلاء على الحزب . 

فالمناضل البعثي الاصيل منذ انتمائه يعي خطوات الانتهازية والوصولية وللاثورية وللامبدئية لذلك فهو مسئول عن سلامة حزبه في الوقاية والتحصن من مرض خطير يتمثل بالانتهازية , ان الذيليين يتسللون من بين الصخور ويتقدمون ويتحدثون بالوطنية والقومية والاخلاص والثورية وهو في حقيقته الهدامة باطني فاسد متاجر مستخدما وجاهته ملتويا في علاقته , وشيء طبيعي في هذا الزمن الرديء تتعرض الحركة الثورية للردة والخيانية واليوم انكشفت هذه العناصر لانها صاحبة نفس قصيرة لا تستطيع تتحمل اعباء النضال وهؤولاء النفعيون الانتهازيون لايعرفون الا انفسهم المريضة خالقين من اساليبهم القذرة وافكارهم معوقات امام مسيرة الحزب في البناء والتحرير.

4 - المعالجات :

 الانتهازية مرض له علاج ثوري واقعي عقلاني عملي من خلال تجسيد نظرية الحزب التنظيمية في الحياة الداخلية ونظامه الداخلي وتقاليده واعرافه النضالية عبر مؤتمراته القومية والقطرية والمحافظة على المناضلين الشرفاء الذين تمسكوا بالشرعية بعد الهزة الكبرى في احتلال العراق وغزوه ولا نساوي بين الشجعان والجبناء , فالمناضلون البعثيون الحقيقيون الذين جسدوا قيم المباديء والمعاني العالية لوضوح مواقفهم المبدئية لا من كان قدمه بالجنة والاخرى بالنار فلابد ان ننظف صفوفنا من الانتهازيين والنفعيين اصحاب النفاق والدجل المزورين للنضال والتاريخ والملفقين على الاخرين زورا وبهتانا وعلينا أن نجسد مقولة الشهيد المجدد صدام حسين رحمة الله عليه ورضوانه 

( من يرضى الكل يخسر الكل ) .

وعلى ضوء ذلك على كل المناضلين المثقفين المبدأيين المخلصين لامتهم لمواجهة الانتهازيين وتسليط الاضواء على نفوسهم المظلمة بالسلوك الثوري والعمل المنتج من اجل ان نوسع مزرعتنا الخضراء بالدماء الجديدة .

 ان غدا لناظره قريب

 جابر خضر الغزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق