قل للشامتين لاتفرحوا فالبعث عنقاء لايموت
في موروثنا الشعبي يقال لمن يفرح بمصائب غيره ( مثل البزونه اللي تفرح بعزى اهله)*
يعتقد البعض من اولئك الشامتين بما يحصل الان داخل حزب البعث العربي الاشتراكي من مسائل تنظيمية عادية بحته تحصل في كل الحركات والاحزاب الحية ان البعث اوشك على التفكك بمجرد ظهور خلافات بين اعضائه . اقول لاولئك الشامتين ما قاله احد الرفاق ان البعث لن يتشظى . فمن يطلع على مسيرة البعث يرى ان البعث كالاشجار المعمرة يحتاج الى تجديد خلاياه بين فترة واخرى فينزع التالف منها او شبه الميت ويعوضها بخلايا جديدة لان البعث على عكس الحركات الطارئة او مقطوعة الجذور ولد ليبقى . كما يمكن وصف مايجري كالبيت الانيق يجري تنظيفه دوما مما علق به من اوساخ ليبقى جميلا وانيقا يسر الناظرين ، وما تلك الازمات التي مر بها البعث وخاصة في فترة الستينيات الا دليلا على ذلك فمن كان يتصور ان البعث بعدها سينهض ويفجر اعظم ثورة في التأريخ الا وهي ثورة السابع عشر – الثلاثين من تموز المجيدة عام 1968 ! يومها فرح الكثير من اعداء البعث واستبشروا خيرا بما جرى خاصة بعد ردة 18 تشرين السوداء ولكن صمود مناضلي البعث قد خيب امالهم فنهض البعث اقوى من السابق ومستفيدا من الاخطاء التي تحصل في كل عمل ثوري محاط بتأمر خارجي .
ان حصول الخلافات داخل الحزب امر طبيعي لاسباب منها اختلاف الغايات من الانتماء اليه وعدم تجانس المنتمين الذين لايمكن اختبار نواياهم ومدى ايمانهم بمبادي البعث وقت الانتماء فقد يكون المنتمي غير مستوعبا تماما افكار ومبادئ واهداف الحزب او انه اعتاد التجريب بمروره على العديد من الاحزاب، او ان يكون لاغراض التخريب وانما كل ذلك متروك للمسيرة التي ينكشف فيها الغث من السمين وذلك امر طبيعي وليس في حزب البعث فقط وبالتالي ففي خضم المسيرة ربما يظهر اشخاص لايستقيم امرهم مع الحزب فتظهر مخالفاتهم وبالتالي سيضطر الحزب الى بترهم.
ان خروج او اخراج اعضاء من الحزب انما هو امر سليم ودليل على حيوية ذلك الحزب من اجل الابقاء على المؤمنين حقا والذي يشكلون لبنات صلدة في جسد الحزب.
فأن مايجري وجرى داخل البعث يدعو الى الطمأنينة على مستقبل الحزب لانه امر صحي وعليه لامجال الى الشماتة هنا او توقع اي نهاية للحزب فالحزب كالعنقاء يخرج بعد كل ازمة مهما عظمت اقوى مما كان عليه من قبل ولانقول هذا لذر الرماد في الاعين ولابهدف خداع احد حتى المستجدين من اعضاء الحزب وليس هي اماني نتمنى حصولها انما هو واقع حاصل طول مسيرة الحزب فليطمئن محبو البعث وليخسأ اعدائه ومن يتصيدون بالماء العكر. واني هنا لا اجد اصدق من قول الشاعر والذي برهن التأريخ ومسيرة الحزب على صدقه لاختم مقالي هذا
محال أن تموت وأنت حي ### وكيف يموت ميلاد وجيل
فبعث الموت أمر مستطاع ### وموت البعث أمر مستحيل
( * بزونه = قطة ، عزى = مأتم )
أ. د. سلمان حمادي الجبوري
في الاول من تموز 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق