أحمد
ميشيل عفلق
قائدا ومعلما وسفرا خالدا
د - فالح حسن شمخي
هو الإرادة العربية الحرة الواعية في
العصر الحديث ، هو من حمل هم وحب الأمة
العربية المجيدة شابا وطالبا في جامعة الساربون الفرنسية، وفارق الحياة ثابتا على
موقفه ومبادئه وانتمائه ودفن في ثرى العراق،
هو من شكل تجمع نصرة العراق وفلسطين ،
وهو من تحرك من سوريا البلد الذي ولد فيه
، مع مجموعة من الشباب العربي الفدائي
باتجاه القدس في فلسطين لمواجهة الصهاينة
في الأربعينيات.
هو من عرف الاسلام على حقيقته وكتب (
ذكرى الرسول العربي )، فكان فهمه للإسلام أفضل وأسمى من اكثرية العمائم سودائها وبيضائها
، فاعتبر العرب والاسلام وجهين لحقيقة واحدة ، حيث قال (لولا الاسلام لما
وجد العرب ، ولولا العرب لما انتشر الاسلام)، كان منسجما مع ذاته حينما
اعتنق الإسلام الحنيف دينا ، ولم
يعلن عن اسلامة لأنه يدرك جيدا موقف
الحاقدين والمنافقين والمتربصين به وبحزب البعث العربي الاشتراكي ، ولانه لم يريد
المتاجرة بالدين كما يتاجر المتاجرون.
لقد وصل الحقد في نفوس الشعوبيين والصفويين والصهاينة بمساعدة الاحتلال الامريكي
عليه الى مستوى ، حفر قبره ونقل رفاته الطاهره الى مكان مجهول ،وهو أطهر وانيل واسمى وارقى منهم ومن ساداتهم الذي
يقدسون والتطاول على رمز من رموز الامة العربية ، كان وسيستمر وكما يحدث اليوم
بالتعامل مع نصب ابو جعفر المنصور والترويج لإزالة مرقد ابو حنيفة النعمان ونصب
ابو نؤاس وكل ما له علاقة بالحضارة
العربية الاسلامية.
كان انسانا ومنهجا وفكرا ،و سيبقى رمزا
للأجيال العربية في الحاضر وفي المستقبل
ومنهلا فكريا واخلاقيا وعلميا وثوريا.
لقد خالف الميكافيلية التي تقول بان (الغاية
تبرر الوسيلة )، والتي اتبعتها احزاب وقادة
في مجال العمل السياسي ، خالفها بالقول بأن الوسيلة الشريف هي من تقودنا
الى الهدف الشريف ، ولقد ربط ربطا جدليا
بين النضال القومي والصراع الطبقي ، وهو من حدثنا عن اشتراكية البعث التي ترفع
مستوى الفقراء الى مستوى الاغنياء وتفجر طاقات الانسان العربي في العمل والابداع ،لم
يكن يتفق مع الفهم القابي والرابنهودي
والماركسي للاشتراكية. هو الوحدوي الذي قدم هدف الوحدة مع مصر
على بقاء التنظيم الحزبي في سوريا ، هو من قال بأن (العروبة حب قبل كل شيء)، وآمن بالوحدة العربية
ايمانا حقيقيا وربط بين هدف الوحدة وحركة الجماهير الساعية لتحقيقها ، وبين الوحدة
وتحرير فلسطين .
رحم الله
المرحوم احمد ميشيل عفلق القدوة والمعلم ومثواه الجنة .
نعاهده باننا على دربه سائرون ولفكره حافظون
ولشخصه مبجلون ، بعيد عن الصنمية والتحجر الفكري وانسجاما مع الارادة الحرية
الواعية في اختيارنا لعقيدة البعث التي تواكب التطور والتقدم الانساني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق