السبت، 9 مايو 2020

قائد عظيم فى الزمن الصعب بقلم أَ.د. أَبولهيب


قائد عظيم فى الزمن الصعب

أَ.د. أَبولهيب

بعد أَن أَصبح العراق مناراً للعرب وملاذاَ آمناً لهم ، ووصل الى قمة المجد لتوحيد العرب ، أَمم النفط ، القضاء على الامية ، إِحداث الثورة الصناعية والزراعية ، أعطاء الحقوق القومية للشعب الكردي ، تصفية الجبهة الداخلة ، وتكوين جيش عقائدي ، الاهتمام بالتصنيع العسكري ، والتوسع فى العلاقات الدولية ، وآخرها النصر العظيم على اقوى دولة فى الشرق الاوسط الا وهي ايران  كل هذا خلق مخاوفاً كبيراً لاعداء العراق ، لذلك بدأت المؤامرة مِنْ قِبَلْ الامبريالية العالمية لتفتيت العرب ، بدأً مِنْ الرأس وهو العراق .      
      
وفي عام ٢٠٠٣ جمعت الامبريالية العالمية بقيادة أمريكا جيش كبير يعادل جيشاً لحرب العالمية الثالثة ، مدججين بأحدث الاسلحة وخبراء الحرب ، وعلى اثرها سقط الحكم في العراق ، لكن لم ينتهي شعب العراق الابي وحزبه المقدام حزب البعث العربي الاشتراكي ، رغم أَنَّ ألقوا القبض على كثير مِنْ الرفاق والقادة العسكريين والمدنيين ، وتشريد البعثين ، بقرار مشؤم مِنْ لدن مجرم الحرب بول بريمر بأجتثاث البعث ، وحل الجيش العراقي والمؤسسات الامنية والاستخبارية ، وبذلك كانت ضربة قاضية على حزب البعث ، ولكن بفضل قادتهم العظام العراقي الاصل استطاعوا في زمن قياسي إِعادة تنظيم أكثرية منهم وتشكيل مجاميع جهادية  حتى اصبحوا قوة كبيرة يضربون المصالح الامريكية واذنابهم في العراق ، ولم يطول كثيراً حتى استطاع الجيش الامريكي بمساعدة الخونة والمجرمين ، مِنْ الذين باعوا شرفهم وكرامتهم للاجنبي تم القاء القبض على أكثرية الرفاق أعضاء القيادة ومِنْ بينهم الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله ، وبعد محاكمة صورية غير عادلة ، قررت المحكمة اعدامهم وبذلك دخلوا صفحات التاريخ مِنْ أوسع ابوابها ، ولكن قبل استشهاد الرفيق صدام حسين رحمه الله ،كتب وصيته بخط يده ( أَمَرَ فيما بعده بِمُبَايَعَةْ الرفيق عزة إِبراهيم الدوري أَميناً عاماً للحزب وقائداً لفصائل أَلْمقاومة وللجيش العراقي العقائدي ، ووارثاً لوظائفه وأَلْقابهِ بِمُجَرَّدْ تنفيذ حكم الاعدام بِهِ ، كما أمر بِإِستمرارية الجهاد والمقاومة حتى النصر المبين ) واصدر بخط يده رسالته الاخيرة وابلغ المحامي ( ودود فوزي ) بها ، بعد إستشهاد الرفيق الشهيد صدام حسين في يوم السبت ٣٠ مِنْ كانون الاول عام ٢٠٠٦ أَول يوم لعيد ألاضحى المبارك ، إِستلم الرفيق عزة ابراهيم الدوري زمام القيادة فى حزب البعث وبدأ بإعادة التنظيم ، وقد استطاع في زمن قياسي أن يكمل الملاكات لقيادتي القومية والقطرية وكذلك الاهتمام المباشر مِنْ لدن سيادته بالتنظيمات خارج الوطن ، وتكليف خيرة القادة فى الداخل للارتباط بالتنظيم واعادة التشكيلات ، رغم أنَّ في تلك الظروف الصعبة يوجد بعض المندسين يرومون أن يؤثروا سلباً على مسيرة الحزب ومحاولة شق صفوفه الرصينة لكنهم خابت آمالهم ، وفشلت كل محاولاتهم الخبيثة ، والتفوا رفاقنا بكل عزم وايمان حول قيادتم الحكيمة الجديدة المتمثلة بالرفيق عزة ابراهيم الدوري شيخ المجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير   .                                                                               
وهنا اريد أن اتحدث عن القائد العظيم في الزمن الصعب ، بِما أَنَّ الرفيق المناضل وشيخ المجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير عزة ابراهيم الدوري ليس كبقية القادة ، لانه هو انسان رسالي بالاصل ، إِنه استطاع أن يتفاعل مع الاخرين بزمن قياسي وهنا نذكر مقولة للكاتب الاسكوتلندي الكبير توماس كارليل الذي قال : ( إِنَّ القيادة هي التاثير في الاخرين لتحقيق أهداف مرسومة وغايتها ، إِنَّ القائد يولد ولا يصنع ، نظرية الرجل العظيم ، حيث تعتقد بِأن الناس يرثون بعض الصفات والسمات التي تجعلهم لايتساوون بالناس ذوي القدرات المتساوية ) لذلك نقول إِنَّ القادة الطبيعيون بالوراثة مختلفون عن القادة الصناعيين ، وإنَ جميع القادة المتميزين تركوا تاريخاً عظيماً وراءهم ، وكانوا قادة منذ بداية رحلة حياتهم وهنا نرى تختلف أساليب القيادة باختلاف نضج الشخصية ، واختلاف المواقف ، منها : النزاهة ، قوة الجاذبية الشخصية التي يمتلكها القائد ، كما يجب أن لديه البصيرة والتشجيع والايجابية ، بناء الثقة والحيوية والطاقة الفعالة ، كما إنه يفكر بتشكيل فريق عمل فعال ، والتواصل والتنسيق والحسم ، إِنه ذكي وذو نظرة ثاقبة لحل المشاكل بطريقة – الكل فائز – وهذه الصفات مزيج مِنْ السمات الشخصية للقائد .    
                                               
وإِنَّ جميع هذه الصفات متواجدة فى شخصية شيخ المجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير عدا ذلك قلنا بانه انسان رسالى ، بحيث طهر نفسه مِنْ كل الشوائب والمصالح ، همه الوحيد شعبه ووطنه والتضحية لاجلهم وتحقيق أمانيهم والكفاح لاجل تحريرهم مِنْ نير أعداء الامة وصنع تاريخ مملوء بالمجد لهم ، لذلك يتحدث التاريخ عن أهمية القائد في صنع التاريخ ، لذلك اعتبر المؤرخين بِأن القادة هم أداة ومحور المسيرة التاريخية ، وعلى سبيل المثال : يعتبر الفراعنة مِنْ وجه نظر المؤرخين محور تاريخ مصر القديم وصناع حضارته العظيمة كما يعتبر القياصرة محور تاريخ الامبراطورية الرومانية وصناع إنجازاتها الحضارية التي ستشاهد آثارها مِنْ بقاع العالم ، خاصة العسكرية والتشريعية ، والادارية والمعمارية منها ، كما يعتبر قادة الفتوحات الاسلامية محور التاريخ العربي بنشر الرسالة المحمدية بين مختلف شعوب الارض . كما يعتبرعمل القائد العظيم وشيخ المجاهدين فى هذا الزمن الصعب محور تاريخ العراق والامة العربية الحديثة ، وذلك بوقوفه بكل عزم وشجاعة أمام أقسى هجمة بربرية شاهدها التاريخ الحديث والقديم ضد الامة العربية الاسلامية ومحاولة انهائها وتفتيتها . 
                                                                                                    
إِنَّ شيخ المجاهدين يرى هنا علاقة الفكر القومي بالفكر الديني والاسلامي منه بشكل خاص مِنْ خلال البعد التاريخي قديم و معاصر ، ويعتبر الاسلام بحد ذاته ثورة فى حياة الامة العربية ، لذلك يجب على الامة العربية أن تنهض بها كأَمة حية وفى مرحلة مخاض عسير ، كما أن شيخ المجاهدين يرى أن نظرية حزب البعث هي نظرية صائبة لحياة العرب في الوقت الحاضر مع ابقاء باب الاجتهاد مفتوحاً ، لاجل الا تتحول نظريتنا إلى مذهبية جامدة فننغلق عليها ونقتل روح المبادرة والاجتهاد .  
                                                        
لذلك يرى القائد العظيم وشيخ المجاهدين ، بأن طريق البعث أرتقى بنضال الامة إلى مستوى جديد ويرى ايضاً أن تجارب البعثيين في المرحلة التاريخية الحديثة والمعاصرة أصبحت جزءاً مِنْ ماضي حزب البعث ، الذي اصبح بعض نضالاته جزء مِنْ ماضي الامة العربية تلك التجارب التي تعبر عن روح الامة واستعدادها ، استلهم روح البعث ورسالته مِنْ حيث أنه يمثل طوفاناً الايمان والحمية وقيم النضال والجهاد والفضيلة والمجد والخلود والتضحية والفداء ، واصبحت بدورها مصدر إلهام للعرب في الحاضر والمستقبل .  كما يرى الرفيق شيخ المجاهدين في هذا الظرف الصعب الذي يمر به الحزب والامة العربية إن طريق البعث هو طريق المبادئ والالتزام الاخلاقي والوطني والقومي والانساني ، إنه طريق اليقين والايمان والعزة والمجد والشرف ومِنْ أجل سلوكه يستوجب إتباع وسائل الحمية والوطنية ومبادئ النضال القومي والانساني .   
                                                                    
لذلك يوجه الرفيق شيخ المجاهدين الى كيفية فهم الدور الذي أداه ويؤديه حزب البعث العربي الاشتراكي ببعديه النضالي والعقائدي في ظل المتغيرات الكبرى التي تضرب المنطقة العربية ، لذلك يجب أن نعرف أن المهام الملقاة على عاتق مناضلي حزب البعث ومؤيديه ثقيلة وصعبة في ظل مرحلة ( الاضطراب ) التي تعاني منها المنطقة وإشتداد حلقات التآمر الدولي والاقليمي على امتنا العربية .       
                                                             
هنا يبرز دور القائد العظيم في الزمن الصعب بِأنه كيف يكون رباناً ماهراً ليقود سفينة الامة إلى شاطئ الامان داخل بحر متلاطم الامواج ، فلا يعرف أحداً متى تغرق السفينة ، ولكن بحكمة ودهاء شيخ المجاهدين استطاعت أن توصل السفينة إلتي هو ربانها إلى بحر أكثر هدوءاً حتى يستقر ويبداء بالتفكير لمستقبل الامة .                                                    
فاليعيش العراق العظيم وشعبه الابي ، فالتعيش الامة العربية المجيدة            
الرحمة والغفران لشهدائنا الابطال الذين ضحوا باغلى مالديهم لتبقى راية العراق عالياً   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق