قائد عظيم فى الزمن الصعب
أَ.د. أَبولهيب
بعد أَن أَصبح العراق مناراً للعرب وملاذاَ آمناً لهم ، ووصل الى قمة
المجد لتوحيد العرب ، أَمم النفط ، القضاء على الامية ، إِحداث الثورة الصناعية
والزراعية ، أعطاء الحقوق القومية للشعب الكردي ، تصفية الجبهة الداخلة ، وتكوين
جيش عقائدي ، الاهتمام بالتصنيع العسكري ، والتوسع فى العلاقات الدولية ، وآخرها
النصر العظيم على اقوى دولة فى الشرق الاوسط الا وهي ايران كل هذا خلق مخاوفاً كبيراً لاعداء العراق ،
لذلك بدأت المؤامرة مِنْ قِبَلْ الامبريالية العالمية لتفتيت العرب ، بدأً مِنْ
الرأس وهو العراق .
وفي عام ٢٠٠٣ جمعت الامبريالية العالمية بقيادة أمريكا جيش كبير يعادل
جيشاً لحرب العالمية الثالثة ، مدججين بأحدث الاسلحة وخبراء الحرب ، وعلى اثرها
سقط الحكم في العراق ، لكن لم ينتهي شعب العراق الابي وحزبه المقدام حزب البعث
العربي الاشتراكي ، رغم أَنَّ ألقوا القبض على كثير مِنْ الرفاق والقادة العسكريين
والمدنيين ، وتشريد البعثين ، بقرار مشؤم مِنْ لدن مجرم الحرب بول بريمر بأجتثاث
البعث ، وحل الجيش العراقي والمؤسسات الامنية والاستخبارية ، وبذلك كانت ضربة
قاضية على حزب البعث ، ولكن بفضل قادتهم العظام العراقي الاصل استطاعوا في زمن
قياسي إِعادة تنظيم أكثرية منهم وتشكيل مجاميع جهادية حتى اصبحوا قوة كبيرة يضربون المصالح الامريكية
واذنابهم في العراق ، ولم يطول كثيراً حتى استطاع الجيش الامريكي بمساعدة الخونة
والمجرمين ، مِنْ الذين باعوا شرفهم وكرامتهم للاجنبي تم القاء القبض على أكثرية
الرفاق أعضاء القيادة ومِنْ بينهم الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله ، وبعد
محاكمة صورية غير عادلة ، قررت المحكمة اعدامهم وبذلك دخلوا صفحات التاريخ مِنْ
أوسع ابوابها ، ولكن قبل استشهاد الرفيق صدام حسين رحمه الله ،كتب وصيته بخط يده (
أَمَرَ فيما بعده بِمُبَايَعَةْ الرفيق عزة إِبراهيم الدوري أَميناً عاماً للحزب
وقائداً لفصائل أَلْمقاومة وللجيش العراقي العقائدي ، ووارثاً لوظائفه وأَلْقابهِ
بِمُجَرَّدْ تنفيذ حكم الاعدام بِهِ ، كما أمر بِإِستمرارية الجهاد والمقاومة حتى
النصر المبين ) واصدر بخط يده رسالته الاخيرة وابلغ المحامي ( ودود فوزي ) بها ، بعد
إستشهاد الرفيق الشهيد صدام حسين في يوم السبت ٣٠ مِنْ كانون الاول عام ٢٠٠٦ أَول
يوم لعيد ألاضحى المبارك ، إِستلم الرفيق عزة ابراهيم الدوري زمام القيادة فى حزب البعث
وبدأ بإعادة التنظيم ، وقد استطاع في زمن قياسي أن يكمل الملاكات لقيادتي القومية
والقطرية وكذلك الاهتمام المباشر مِنْ لدن سيادته بالتنظيمات خارج الوطن ، وتكليف
خيرة القادة فى الداخل للارتباط بالتنظيم واعادة التشكيلات ، رغم أنَّ في تلك
الظروف الصعبة يوجد بعض المندسين يرومون أن يؤثروا سلباً على مسيرة الحزب ومحاولة
شق صفوفه الرصينة لكنهم خابت آمالهم ، وفشلت كل محاولاتهم الخبيثة ، والتفوا
رفاقنا بكل عزم وايمان حول قيادتم الحكيمة الجديدة المتمثلة بالرفيق عزة ابراهيم
الدوري شيخ المجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير .
وهنا اريد أن اتحدث عن القائد العظيم في الزمن الصعب ، بِما أَنَّ
الرفيق المناضل وشيخ المجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير عزة ابراهيم الدوري
ليس كبقية القادة ، لانه هو انسان رسالي بالاصل ، إِنه استطاع أن يتفاعل مع
الاخرين بزمن قياسي وهنا نذكر مقولة للكاتب الاسكوتلندي الكبير توماس كارليل الذي
قال : ( إِنَّ القيادة هي التاثير في الاخرين لتحقيق أهداف مرسومة وغايتها ، إِنَّ
القائد يولد ولا يصنع ، نظرية الرجل العظيم ، حيث تعتقد بِأن الناس يرثون بعض
الصفات والسمات التي تجعلهم لايتساوون بالناس ذوي القدرات المتساوية ) لذلك نقول
إِنَّ القادة الطبيعيون بالوراثة مختلفون عن القادة الصناعيين ، وإنَ جميع القادة
المتميزين تركوا تاريخاً عظيماً وراءهم ، وكانوا قادة منذ بداية رحلة حياتهم وهنا
نرى تختلف أساليب القيادة باختلاف نضج الشخصية ، واختلاف المواقف ، منها : النزاهة
، قوة الجاذبية الشخصية التي يمتلكها القائد ، كما يجب أن لديه البصيرة والتشجيع
والايجابية ، بناء الثقة والحيوية والطاقة الفعالة ، كما إنه يفكر بتشكيل فريق عمل
فعال ، والتواصل والتنسيق والحسم ، إِنه ذكي وذو نظرة ثاقبة لحل المشاكل بطريقة –
الكل فائز – وهذه الصفات مزيج مِنْ السمات الشخصية للقائد .
وإِنَّ جميع هذه الصفات متواجدة فى شخصية شيخ المجاهدين والقائد
الاعلى للجهاد والتحرير عدا ذلك قلنا بانه انسان رسالى ، بحيث طهر نفسه مِنْ كل
الشوائب والمصالح ، همه الوحيد شعبه ووطنه والتضحية لاجلهم وتحقيق أمانيهم والكفاح
لاجل تحريرهم مِنْ نير أعداء الامة وصنع تاريخ مملوء بالمجد لهم ، لذلك يتحدث
التاريخ عن أهمية القائد في صنع التاريخ ، لذلك اعتبر المؤرخين بِأن القادة هم
أداة ومحور المسيرة التاريخية ، وعلى سبيل المثال : يعتبر الفراعنة مِنْ وجه نظر
المؤرخين محور تاريخ مصر القديم وصناع حضارته العظيمة كما يعتبر القياصرة محور
تاريخ الامبراطورية الرومانية وصناع إنجازاتها الحضارية التي ستشاهد آثارها مِنْ
بقاع العالم ، خاصة العسكرية والتشريعية ، والادارية والمعمارية منها ، كما يعتبر
قادة الفتوحات الاسلامية محور التاريخ العربي بنشر الرسالة المحمدية بين مختلف
شعوب الارض . كما يعتبرعمل القائد العظيم وشيخ المجاهدين فى هذا الزمن الصعب محور
تاريخ العراق والامة العربية الحديثة ، وذلك بوقوفه بكل عزم وشجاعة أمام أقسى هجمة
بربرية شاهدها التاريخ الحديث والقديم ضد الامة العربية الاسلامية ومحاولة انهائها
وتفتيتها .
إِنَّ شيخ المجاهدين يرى هنا علاقة الفكر القومي بالفكر الديني
والاسلامي منه بشكل خاص مِنْ خلال البعد التاريخي قديم و معاصر ، ويعتبر الاسلام
بحد ذاته ثورة فى حياة الامة العربية ، لذلك يجب على الامة العربية أن تنهض بها
كأَمة حية وفى مرحلة مخاض عسير ، كما أن شيخ المجاهدين يرى أن نظرية حزب البعث هي
نظرية صائبة لحياة العرب في الوقت الحاضر مع ابقاء باب الاجتهاد مفتوحاً ، لاجل
الا تتحول نظريتنا إلى مذهبية جامدة فننغلق عليها ونقتل روح المبادرة والاجتهاد .
لذلك يرى القائد العظيم وشيخ المجاهدين ، بأن طريق البعث أرتقى بنضال
الامة إلى مستوى جديد ويرى ايضاً أن تجارب البعثيين في المرحلة التاريخية الحديثة
والمعاصرة أصبحت جزءاً مِنْ ماضي حزب البعث ، الذي اصبح بعض نضالاته جزء مِنْ ماضي
الامة العربية تلك التجارب التي تعبر عن روح الامة واستعدادها ، استلهم روح البعث
ورسالته مِنْ حيث أنه يمثل طوفاناً الايمان والحمية وقيم النضال والجهاد والفضيلة
والمجد والخلود والتضحية والفداء ، واصبحت بدورها مصدر إلهام للعرب في الحاضر
والمستقبل . كما يرى الرفيق شيخ المجاهدين
في هذا الظرف الصعب الذي يمر به الحزب والامة العربية إن طريق البعث هو طريق
المبادئ والالتزام الاخلاقي والوطني والقومي والانساني ، إنه طريق اليقين والايمان
والعزة والمجد والشرف ومِنْ أجل سلوكه يستوجب إتباع وسائل الحمية والوطنية ومبادئ
النضال القومي والانساني .
لذلك يوجه الرفيق شيخ المجاهدين الى كيفية فهم الدور الذي أداه ويؤديه
حزب البعث العربي الاشتراكي ببعديه النضالي والعقائدي في ظل المتغيرات الكبرى التي
تضرب المنطقة العربية ، لذلك يجب أن نعرف أن المهام الملقاة على عاتق مناضلي حزب
البعث ومؤيديه ثقيلة وصعبة في ظل مرحلة ( الاضطراب ) التي تعاني منها المنطقة
وإشتداد حلقات التآمر الدولي والاقليمي على امتنا العربية .
هنا يبرز دور القائد العظيم في الزمن الصعب بِأنه كيف يكون رباناً
ماهراً ليقود سفينة الامة إلى شاطئ الامان داخل بحر متلاطم الامواج ، فلا يعرف
أحداً متى تغرق السفينة ، ولكن بحكمة ودهاء شيخ المجاهدين استطاعت أن توصل السفينة
إلتي هو ربانها إلى بحر أكثر هدوءاً حتى يستقر ويبداء بالتفكير لمستقبل الامة
.
فاليعيش العراق العظيم وشعبه الابي ، فالتعيش الامة العربية
المجيدة
الرحمة والغفران لشهدائنا الابطال الذين ضحوا باغلى مالديهم لتبقى راية
العراق عالياً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق