الخميس، 29 ديسمبر 2016

ليكن عام 2017عام المقاومة العراقية الباسلة.....الاستاذ الدكتور عبد الكاظم العبودي






ليكن عام 2017عام المقاومة العراقية الباسلة

ا.د.عبد الكاظم العبودي
  
مرت ثلاث عشرة سنة والعراقيون يدفعون ملايين الشهداء والضحايا والنازحين والمهجرين ثمنا للبقاء والصمود من أجل حفظ عراقيتهم واستمرار انتمائهم الوطني والتشبث بوجود العراق وطنا وشعبا موحدا لهم ولأبنائهم وأجيالهم الصاعدة.


والحصيلة رغم كل هذه الخسائر الجسيمة، تتجسد في استمرار المأساة الوطنية القائمة في مطحنة دموية لا أفق لها ان ظلت تجارة السياسة والارتزاق لدى البعض من الخونة مم امتهنوا في مهمة تقابل الخدمة الطوعية لاستمرار الاحتلال الأجنبي وتسلط النفوذ الإيراني على العراق حفاظا على مصالحهم الخاصة.

والغريب ان كثيرين من هنا وهناك من يدعي "المقاومة" ويدعي لنفسه شرفا أو انتسابا لها، حتى حولها إلى سلعة للاتجار والارتزاق السياسي الذي بات مفضوحا للجميع.

وبعيدا عن كل التعاريف السياسية والمتعارف عليها اسمح لنفسي تعريف المقاومة ببساطة الفهم والإيمان بها كأي مواطن. فالمقاوم هو كل عراقي مؤمن بوحدة العراق ويسعى إلى طرد الاحتلال الأجنبي أيا كان عنوانه ودولته ونفوذه، وإعادة الوطن العراقي السليب إلى أهله وأمته.

ولكل عراقي مؤمن بخيار المقاومة طاقته وقدرته وسعيه لتجسيد هذه المقاومة المنشودة، مسلحة كانت، أم سياسية، وكلاهما يتكامل، وبأدوات البندقية والقلم والفكر والإعلام والسلوك الوطني النظيف.

ولا يمكن ان تكون المقاومة إلا ان تكون وطنية خالصة لله ولوجه التحرير الناجز للعراق، وما نسمعه من نعوت أخرى للمقاومة أو الممانعة إلا متاجرة بالإسلام والدين والقومية والطوائف.

كل عراقي أصيل مطالب ان يكون مقاوما، طالما انه لم يرتضي ان يرى وطنه العراق مستلبا ومختطفا وضائعا كأرض وكشعب، أيا كان ذلكم العراقي تواجدا من شمال العراق أو جنوبه، داخل العراق أو خارجه، عربيا كان أم كرديا أو تركمانيا أم كلدانيا أم أشوريا، وأيا كان دينه وعقيدته وإيمانه، فتلكم قضية عقدية بينه وبين خالقه وأهله وقومه، أما في الحقل المقاوم فان الصف الوطني يجب ان يكون هو الجبهة الوطنية المقاومة بكل وسائلها المتاحة لدى كل عراقي مقاوم دون حدود ومسميات فاصلة بين أبناء الوطن الواحد.

لقد اعترف وتوصل اغلب أبناء العراق بعد كل هذه السنوات العجاف الصعبة والحرجة إلى ان لا مستقبل لهم إلا باستعادة وطنهم من مخالب مرتزقة الاحتلال الأمريكي وعملاء وإتباع الهيمنة الفارسية الصفوية ولا سبيل إلا اعتماد طريق المقاومة الوطنية بكل وسائلها، والعمل على بناء هياكلها وجبهتها الوطنية الأوسع بترميم كل صدع تعرضت له والانطلاق من جديد، ذلكم هو الطريق الوطني الأسلم الذي سيفرض هيبة كل مصالحة وطنية أو تسوية سياسية، فلطالما امتلك رعاع الاحتلالين الأمريكي والصفوي المال والسلاح والسلطة والدعم الخارجي فلا جدوى من أمل الخروج بتسوية أو مصالحة مع هؤلاء، لا في الأفق القريب ولا حتى البعيد.

وما التلميح المعلن والمبطن من ان " الحرب على الإرهاب وداعش ستستمر لأربع سنوات أخرى" فان الأمريكيين وحلفائهم الإيرانيين يعنون ما يقولونه تماما من استخدام " مسمار جحا الداعشي" كحجة لاتقاء الأوضاع في العراق محتلا ومقسما ومضطربا، على ما هي عليه الآن.

وما على أحرار العراق إلا أعادة النظر جذريا بكل وسائل الصمود والمقاومة اعتمادا على قدرات أبناء العراق الوطنيين الشرفاء دون أوهام أخرى يسوقها البعض في كواليس الارتزاق السياسي.

لتتجذر في العام 20177 تقاليد العمل الوطني المقاوم بكل وسائلة وإمكانياته وقدراته وليعمل الجميع على بناء جبهة الشعب الوطنية المقاومة حتى يتم فرض الانتصار التاريخي لشعبنا.

ا.د. عبد الكاظم العبودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق