الخميس، 2 يونيو 2016

لمثل هذه العمامة فلتنحن الرؤوس....سلام الشماع





لمثل هذه العمامة فلتنحن الرؤوس

سلام الشماع

.."والله أنا سني.. والله أنا شيعي"
تلك هي المقولة الشهيرة التي ظل يرددها الإمام السيد عبد الكريم المدني.. إمام الوحدة الإسلامية واستاذ المراجع حتى قضى في مثل هذا اليوم الثاني من حزيران قبل 25 سنة الخامسة والعشرين، وكرر هذه المقولة أمام الرئيس الراحل صدام حسين يوم زاره في بيته بمدينة بعقوبة بعد أحداث صفحة الغدر والخيانة، التي يجمّلها العملاء بتسميتها (الانتفاضة الشعبانية).
كان الإمام المدني مسلماً متمسكاً بهذا العنوان العظيم غير ملتفت للعناوين الثانوية، فأكسبه هذا حب الجميع في محافظة ديالى كلها وخلق بذلك بيئة مجتمعية صحية في المحافظة سادها الإسلام الصحيح الخالي من الطائفية، ولم يكن مستغرباً أن يرافقه مشيعون إلى مثواه الأخير في النجف مسلمون وصابئة ومسيحيون، فهذا الإمام كان العلامة الفارقة الواضحة بين التشيع العربي والتشيع الفارسي، بين الإسلام الحقيقي والإسلام الذي أترعه الفرس بالبدع والأكاذيب والانحراف، فتأمل كم كان هذا الإمام شجاعاً ووطنياً وقومياً حين أعلن ذلك في وجه التشيع الفارسي في أوج قوته في خمسينيات القرن الماضي.
لم ألتق الإمام المدني في حياته الشريفة ولكني شاهدته متجسداً في سيرة عائلته وأبنائه الذين عرفني عليهم العلامة الدكتور الراحل حسين علي محفوظ عندما رافقته لزيارتهم، وتوطدت بيني وبين ولديه السيدين علي وعبد الحليم علاقة وثيقة، وزرتهم ثانية برفقة العلامتين الراحلين محفوظ والدكتور علي الوردي، يوم نظم له السيد عبد الحليم محاضرة ألقاها في مبنى اتحاد الأدباء في ديالى،.
نشرت دراسة للعلامة محفوظ في جريدة الجمهورية بعد وفاة الإمام يقول فيها: (كان رحمة الله عليه يدعو إلى المحبة والمودة والألفة والقرب والدعوة إلى التحاب والتواد والتراحم والتعاطف، وهي دعوة النبي العظيم ـ صلى الله عليه واله وسلم ـ وعترة النبي أهل البيت ـ عليهم السلام ـ وعلماء الدين الطيبين، وهي من الدروس التي تلقاها في بيته المؤثل وبلدته المقدسة النجف الأشرف وأساتذته العقلاء الفضلاء، وهي من خصائص العراق الذي تعاطفت فيه الأديان واعتنقت المذاهب وتواصلت الآراء).
وإذا ظن الطائفيون أنهم، بعد الاحتلال، خربوا البيئة الصحية التي أنشأها ورعاها الإمام المدني حتى غدت منارة تشهق في سماء ديالى، بل العراق كله، بما أشاعته مليشياتهم من تقتيل وتهجير وإبادة وتفجير، فإن روح الإمام المدني هي المنتصرة في النهاية على الطائفية وجرائمها، وأن الطائفية مهزومة أمام روح هذا الإمام الذي بث روح الوحدة والتسامح والأخوة بين المسلمين وسائر الأديان والقوميات في ديالى وفي العراق كله.
سلام على الإمام المدني في ذكرى رحيلة الخامسة والعشرين
وتحية لأبنائه النجباء الذين ما زالوا يحملون شعلة دعوته الخالدة
وتحيات لمن تمسك بدعوته ولم تجرفه الطائفية بنتانتها.
ولمثل العمامة المدنية فلتنحن الرؤوس..
ولتخسأ عمائم الدجل والفرقة والفساد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق